أعلنت طهران أنها «ليست في حال حرب» مع واشنطن في سورية، على رغم وصفها الوجود العسكري الأميركي ب «الاحتلال» ومطالبتها بسحب قواتها من الأراضي السورية. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تصريحات تلفزيونية: «أن وجود قوات أميركية في سورية غير شرعي»، مطالباً واشنطن بسحب عسكرييها من الأراضي السورية. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة خلافاً لروسيا وإيران، «لم تنسق إرسال قواتها إلى سورية مع دمشق»، مشدداً على أن بلاده «تدعم النظام السوري في سعيه إلى تحقيق انسحاب القوات الأميركية من أراضي سورية، وستطالب بإدانة الوجود الأميركي في المحافل الدولية كافة، لكن طهران ليست في حال حرب مع الأميركيين في سورية». وينشر الجيش الأميركي حوالى ألفي جندي في سورية في إطار محاربة تنظيم «داعش»، فيما أمّنت طهران دعماً حاسماً للنظام السوري في استعادته الكثير من الأراضي العام الماضي. إلى ذلك، قال شمخاني: «إن روسيا وتركيا، إضافة إلى بلاده، تبذل جهودها لتسوية الأزمة واتفقت على عقد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في منتجع سوتشي لتقرير مستقبل سورية»، معتبراً أن الأطراف كافة «قبلت ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في هذه المرحلة وبمشاركته في الانتخابات المقبلة، كما أن الإرهابيين وحماتهم فشلوا في مشروع إسقاط الحكومة الشرعية». وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس توقع الأسبوع الماضي زيادة عدد «المدنيين» الأميركيين في سورية، مع اقتراب المعركة ضد داعش» من نهايتها، وتحول التركيز إلى إعادة البناء وضمان عدم عودة المتشددين. وقال ماتيس: «ما سنقوم به هو التحول مما أسميه بنهج الهجوم، لاستعادة الأراضي إلى إرساء الاستقرار. سترون المزيد من الديبلوماسيين الأميركيين على الأرض». وذكر أن المتعاقدين والديبلوماسيين سيعملون على تدريب القوات المحلية على إزالة العبوات الناسفة البدائية الصنع والسيطرة على الأراضي. وسبق أن قال ماتيس أن القوات الأميركية ستبقى في سورية، إذا واصل مسلحو «داعش» القتال، للحيلولة دون أن يعيد التنظيم بناء نفسه. كما أعلن المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك في رسالة إلى أعضاء التحالف، أنه يتوقع استمرار العمليات العسكرية خلال الربع الأول من عام 2018. وشدد على أن «الولاياتالمتحدة مستعدة للبقاء في سورية حتى تتيقن من هزيمة «داعش»، واستمرار جهود الاستقرار وتحقيق تقدم ملموس في العملية السياسية».