اسلام أباد، الرياض - «الحياة» - لا يزال زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن يثير اهتمام أجهزة الإعلام حتى بعد قتله داخل غرفة نومه بمنزله في أبوت أباد الواقعة إلى الشرق من إسلام أباد. وتزايد الاهتمام بأرملة ابن لادن التي أصيبت برصاص القوات الأميركية الخاصة التي قتلته ليل الأحد/ الاثنين الماضي، إذ قال ذووها لشبكة «سي ان ان» أمس إنها لم تكن متطرفة دينياً حين اقترن بها ابن لادن. وذكر أحدهم أن السلطات اليمنية مارست ضغوطاً على عائلتها لإرغامها على التكتم عن مصاهرة ابن لادن لهم. وفي واشنطن، طلب الرئيس باراك أوباما من باكستان التحقيق في شبكة الدعم التي حظي بها ابن لادن. وذكرت مجلة «تايم» الأميركية ان ابن لادن قدم حلياً وملبوسات تبلغ قيمتها خمسة آلاف دولار مهراً لزوجته أمل قبل إرسالها إليه في أفغانستان، حيث أقامت في قندهار مع زوجاته الأخريات. ونسبت شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية الأميركية أمس أن أمل وزوجتين أخريين لابن لادن يخضعن لما سماه «تحريات لا يشوبها الضعف» من قوات الأمن الباكستانية التي تحتجزهن. وقال مدير الاستخبارات الباكستاني السابق أسد منير للشبكة المذكورة، «نعطي كلاً منهن استبياناً يتضمن 20 سؤالاً، ثم نقوم بتغيير ترتيب الأسئلة كل ثلاثة أو أربعة أيام، بحيث إذا كانت ستدلي بإجابة كاذبة فيتعين عليها أن تكون لديها ذاكرة حديدية». وعلى صعيد آخر، بدأت واشنطن خطوات لاستكمال عملية القضاء على التنظيم، اذ طلب الرئيس باراك أوباما من إسلام آباد «الاسراع في التحقيق في شبكة الدعم» التي حظي بها زعيم «القاعدة» في باكستان، فيما سعى البيت الابيض الى عدم الجزم بتورط السلطات الباكستانية مباشرة في توفير ملاذ آمن له. وفي وقت واصلت الاجهزة الأميركية مراجعة مخزون المعلومات الوفير الذي صادرته في مخبأ ابن لادن ويدل على أن المخبأ كان «مقر قيادة فاعلاً» للتنظيم، شدد البيت الابيض على ان من المبكر اعتبار ان «القاعدة» منيت بهزيمة استراتيجية بمقتل زعيمها. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» التلفزيونية نشرت مقتطفات منها امس: «نعتقد انه (ابن لادن) استفاد من شبكة داعمة داخل باكستان»، وأضاف: «لكننا لا نعرفها». ورأى الرئيس الاميركي انه «يتعين علينا التحقيق في الامر، ويتعين على باكستان خصوصاً ان تحقق». وأشار الى ان السلطات الاميركية اثارت هذا الامر مع نظيرتها الباكستانية التي «أكدت انها تأمل في كشف اي نوع من الدعم تمكن ابن لادن من الاستفادة منه». وقال اوباما: «انها مسائل لا يمكننا الرد عليها بعد ثلاثة او اربعة ايام على الوقائع» المتعلقة بقتل ابن لادن. ويعكس كلام الرئيس الاميركي حالاً من التشنج في العلاقة بين البلدين، فيما تتزايد التساؤلات داخل الكونغرس حول تعاون باكستان وجدوى تقديم مساعدات قيمتها ثلاثة بلايين دولار الى إسلام آباد في العام 2012. وفي وقت رجح مسؤولون أميركيون تولي أيمن الظواهري قيادة التنظيم، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول في وزارة الدفاع (البنتاغون) قوله ان هذا الأمر «غير محسوم»، مشيراً الى «عدم شعبية الظواهري بين بعض الاوساط في التنظيم».