قال رئيس تحرير« الشرق» قينان الغامدي ل«الحياة»: «نأمل بأن تكون الصحيفة إضافة نوعية للصحافة المحلية، في شكلها الورقي والإلكتروني»، وتابع بأنها: «ستكون صحيفة شامله، بيد أنها ستركز في الدرجة الأولى على الشباب، بمعنى أنها ستكون صحيفة معلومات، وذات هوية مستقلة» نافياً أن يكون له تأثير على شخصية الصحيفة، إذ يجب أن يكون لها هويتها المستقلة عن هوية الأشخاص، وأضاف: «نأمل بأن تكون داعمة للحريات، إذ إن هامش الحرية الصحافية في المملكة جيد حالياً، ونأمل بأن يتوسع أكثر»، مؤكداً أن: «الصعوبات المالية التي تواجه الصحيفة انتهت». وحول إقبال الصحافيين الشباب على التقدم للانتساب للصحيفة قال الغامدي: «تقدم لنا حتى الآن ما يقرب من 1500 صحافي شاب، بعضهم سنخضعه للتدريب في داخل المؤسسة، وعدد آخر منهم سنرسلهم للخارج، وسنعمل جاهدين على الدفع بأسماء جديدة تثري المهنة وتضيف إليها الكثير بإذن الله». ورداً على سؤال حول ما إذا كانوا سيستقطبون كتاباً من صحف أخرى أوضح قينان: «نحن بشكل عام نعمل على استقطاب كوكبة من الكتاب الجدد لضمهم للصحيفة». وقد أوضح مدير «مؤسسة الشرق للطباعة والنشر» خالد بوعلي ل «الحياة» بأن الصحيفة ستكون مفاجأة، وستعتمد على طرح صحافي، متجدد، لم يسبق طرحه في الصحافة السعودية، يتمتع بلغة خاصة»، مؤكداً بأن ذلك تحد ليس بالسهل، بخاصة في ظل وجود القنوات الفضائية، والمنافسة والانفتاح الإعلامي، الذي يجعلنا نعيش وكأننا في قرية واحدة». لافتاً إلى وجود رؤية تتمثل في التركيز على جودة المنتج، وتميزه «هدفنا الأساس، خدمة التحرير، ودعم منهج الإصلاح، وبرامج التنمية على مستوى الوطن»، مؤكداً بأن «الشرق ستكون مميزة باستقلالية التحرير، وفي التوجهات، واتخاذ القرارات»، مشيراً إلى: «عدم تدخل المساهمين في سياسة الصحيفة» وأن «العمل كان قائماً في الفترة السابقة، بشكل جيد على وضع لائحة أخلاقيات المهنة، التي ستنظم العلاقة بين المؤسسة وموظفيها، وبقية الأطراف»، مؤكداً على اتباعهم «سياسة الصدقية، في زمن اللا صدقية على مستوى الإعلام»، وقال بأن: «لدينا سياسة واضحة حيال الدقة، وجلب المعلومات»، وعزا السبب إلى أن «الزمن لا يحتمل غير طرح صحافي حقيقي». وأضاف بوعلي بأن «حضور الصحافيات في الشرق سيكون قوياً، كما لن يكون ثمة فرق بينها والرجل»، مشيراً إلى أن عدد المتقدمين للانتساب للصحيفة بعد ثلاثة أيام فقط من الإعلان عن فتح باب التسجيل فيها بلغ ال « 180 أكثر من نصفهم نساء»، مشدداً بأن «لا أحد يمكنه إنكار احترافية ومهنية المرأة السعودية في المجال الإعلامي في الوقت الحالي»، متمنياً بأن «تعطى الصحافية السعودية حقها في الشرق، وتتاح لها الفرص كاملة، كما هي الحال بالنسبة للرجل، ابتداء من الحصول على الدورات التدريبية، والتأهيل، ليس على مستوى التحرير فقط، وإنما على مستوى التسويق، والإعلان، والمبيعات، والاشتراكات، إذ جميعها مجالات خصبة»، وقال بأن «وجود المرأة في منصب رئيسة صفحة مثلاً، يخضع لمدى المهنية والكفاءة فقط». وأشار إلى إتاحة الفرصة أيضاً للصحافيات للدخول في المساهمة في ملكية الصحيفة موضحاً بأن: «رؤية الصحيفة، تتمثل في أن تكون الشرق هي الصحيفة الأولى على مستوى المملكة»، وتساءل: «كيف ستكون الشرق الخيار الأفضل للقراء» وأجاب على تساؤله بالقول: «منذ أن بدأنا المشروع قبل أكثر من عام، وأهدافنا الاستراتيجية واضحة: التميز، الكفاءة، العائد، بحيث تكون صحيفة مميزة، ذات محتوى وثيق الصلة بالمجتمع السعودي، تحوي قدرات تشغيلية ذات كفاءة عالية، وأناساً مهيئين فعلاً ومحترفين، لا نريد للشرق بأن تكون مثل بعض المؤسسات التي لديها تكدس وظيفي، بل نريد عدداً محدوداً جداً، ذا كفاءة مرتفعة، بحيث يكون الطاقم في الحدود الدنيا عدداً، وبالحدود المفتوحة العليا كفاءة وإنتاجية، إذ هدفنا في هذه الصحيفة التركيز على الإبداع، كما لدينا تركيز قوي على مصادر الدخل، من إعلان وتوزيع» ورجح بأن يكون في ذلك حافزاً كبيراً لملاك المؤسسة، للاستثمار في هذا المشروع»، مشيراً إلى إجراء اتفاقات مع عدد من شركات الإعلان، لمساعدتنا في هذا المجال». وأكد بأن «الصحيفة تمكنت من رصد رأس مال كاف لإصدارها»، كاشفاً عن وجود «خطة لتأسيس أكاديمية تدريب متكاملة، تفيد منها المؤسسة، والصحيفة والمؤسسات الأخرى، وتكون الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية. ولفت إلى أنها: «مختلفة قليلاً عن مركز صحيفة اليوم»، وقال بأن «الهدف منها دعم الإعلام، والكوادر السعودية في شكل عام، من خلال إجراء اتفاقات مع مراكز متخصصة». وتابع بأننا: «نتفاوض حالياً مع عدد من المراكز، لإبرام اتفاقات تدريب، ونأمل بأن نبدأ العمل في الأكاديمية بداية العام المقبل»، مقراً ب «وجود تراجع في قراء الصحف الورقية» ولافتاً إلى أهمية: «مواكبة التقنية الحديثة و إلى توجه الشرق نحو الاعتماد على الكوادر الشابة، في المجالات التحريرية والإدارية». ونفى بأن يكون اعتماد الصحيفة في إصدارها على صحافيين غير محترفين مجازفة، في حال وجدت قيادات محترفة، معتبراً ذلك من عوامل القوة. مضيفاً ل «الحياة» أن توقيت إطلاق الصحيفة جاء نتاجاً طبيعياً لسير العمل، في إعادة هيكلة المؤسسة ورفع رأس مالها فقط، وأن الوطن يشهد انفتاحاً كبيراً، والصحف عادة هي من تعلن خطوطها سواء كانت حمراء أم وهمية، ونفى أن تكون «الشرق» ممثلة عن المنطقة الشرقية، مشدداً بأننا «نتحدث عن صحيفة وطنية شاملة للشرقية، والغربية، والوسطى والجنوبية، من خلال الطباعة المتزامنة، فالمعلن يرفض الصحف المناطقية، ويفضل الصحيفة المنتشرة في جميع أرجاء الوطن، وستكون مفاجأة في الإعلام العربي، على المستوى التحريري والفني، لم يسبقنا لذلك أي صحيفة، ولن يكون هناك وجود لأي تأثير يذكر من المالكيين». وأكد بوعلي: «تمتع الصحيفة باستقلالية تامة في التحرير والتوجهات واتخاذ القرارات وهذا يتماشى مع توجهات وزارة الإعلام» موضحاً «أهمية المشروع نظراً لوجوده في المنطقة الشرقية حيث الحصة الإعلانية كبيرة، وتستوعب أكثر من صحيفة، ما يجعل من المشروع مغرياً بالنسبة للمستثمرين».