علمت «الحياة» أن وراء تصعيد التهديدات الإسرائيلية لقطاع غزة أخيراً، رسالة بعثت بها حركة «حماس» إلى الدولة العبرية تحذّرها فيها من عواقب وخيمة لاستمرار الوضع القائم في القطاع، في وقت قرّرت الحركة تشكيل لجنة تضم قياديين لتفعيل «انتفاضة حرية القدس». وكشف قيادي فلسطيني ل «الحياة» أن «حماس بعثت منتصف الأسبوع الماضي، عبر جهة دولية، رسالة إلى إسرائيل تحذّرها فيها من محاولات إفشال المصالحة الفلسطينية، واستمرار حصار غزة، والتصعيد العسكري والميداني، أو شن عدوان جديد، وتُحملها المسؤولية كاملة عن ذلك»، محذرة من «انفجار الأوضاع في القطاع في وجه إسرائيل في حال استمرت هذه السياسات». وأضافت أن عدداً من القادة الإسرائيليين «ردّ من خلال تصريحات عدة وتقارير سرية على هذه الرسالة، من دون كشفها أو الإشارة إليها». وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل أيام من أن الأوضاع في القطاع «قابلة للانفجار». ومن المقرر أن يبحث المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية في جلسة خاصة اليوم الأوضاع في غزة، وبناء الجدار المضاد للأنفاق في ظل مخاوف التصعيد، في وقت نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس عن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان قولهما إنهما «يدعمان تأجيل أي حرب مقبلة على قطاع غزة، بدعم من الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك)، لأسباب عدة، بينها أنهما غير واثقيْن من الإنجازات التي قد تحققها إسرائيل في هذه الحرب». على صعيد آخر، كشفت المصادر الفلسطينية ل «الحياة»، أن «حماس شكّلت لجنة» يرأسها قياديون بارزون من الحركة، مهمتها «تفعيل الانتفاضة وقيادتها نحو الديمومة والاستمرار والتصاعد». وقالت إن اللجنة «ستتعاون مع الفصائل الفلسطينية في هذا الشأن، خصوصاً حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بهدف «وضع خطط وخطوات عملية لتشكيل قيادة موحدة للانتفاضة وتصعيدها» في محاكاة ل «القيادة الوطنية الموحدة» التي شكلتها الفصائل في الانتفاضة الأولى عام 1987، واستمرت حتى توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. وأوضحت أن «حماس تسعى مع الكل الفلسطيني إلى إحياء المشروع الوطني الفلسطيني، وإسقاط قرار (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب» الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وكانت أوساط أمنيّة في تل أبيب حذرت من وجود استعدادٍ لدى منظمات فلسطينيّة لأسر جنود إسرائيليين، وتحديداً «حماس». ونقل موقع «إسرائيل ديفنس» عن جهاز الأمن العّام (شاباك) إشارته إلى أنّ منظمات فلسطينيّة، خصوصاً حماس، تُحاول العودة إلى عمليات خطف جنود واحتجازهم رهائن، لذلك تجمع معلومات عن تحركات العسكريين. وعقب هذه المعلومات، حذّر الجيش جنوده من السفر في سيارات «مشبوهة». إلى ذلك، قالت المصادر الفلسطينية ل «الحياة إن «حماس» تدرس المشاركة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشيرة إلى أن الحركة لم تتلق دعوة رسمية حتى الآن، بل دعوة شفهية وجهها إلى رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد خلال اجتماعهما في غزة في السابع من الشهر الماضي. وأوضحت: «في حال تلقت الحركة دعوة مكتوبة رسمية، ستدرس مشاركتها من عدمها مع القوى والفصائل الفلسطينية... وفي حال أصر الرئيس (محمود) عباس على عقد الاجتماع في مدينة رام الله، قد تكلّف الحركة أحد قيادييها أو ممثليها في الضفة الغربية المشاركة فيه». وزادت: «في حال عقد الاجتماع في رام الله، وعبر تقنية الدائرة التلفزيونية المغلقة (فيديو كونفيرنس) مع غزة، فإن هنية سيلقي كلمة أمام الاجتماع»، علماً أن إلقاء مثل هذه الكلمة في إحدى مؤسسات المنظمة يُعد سابقة من جانب قيادي في «حماس». وكان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس المجلس المركزي سليم الزعنون، أعلن أول من أمس أن الدورة الثامنة والعشرين للمجلس المركزي ستُعقد في مقر الرئاسة في رام الله في 14 و15 الشهر الجاري تحت عنوان «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين». وأشار إلى أن «المركزي بصدد إجراء مراجعة شاملة للمرحلة السابقة بكل جوانبها، والبحث في استراتيجية عمل وطنية لمواجهة التحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني». ولفت إلى أنه سيوجه الدعوات الرسمية إلى كل أعضاء المجلس المركزي خلال اليومين المقبلين «بمن فيهم أعضاء حماس والجهاد، للمشاركة في أعمال هذه الدورة».