من دون تردد، تمنح أم رجاء ثقتها للجمعيات الخيرية، وتنفذ سيدة الأعمال سنوياً، مشاريع للأيتام والمحتاجين على نفقتها الخاصة، من طريق الجمعيات الخيرية، لتنظر إليها من بعيد، فيما هي تختبئ خلف الكواليس، لترى ثمرة أعمال الخير التي تقوم بها، وهي تعتبر الجمعيات الخيرية «حلقة الوصل» بين أفراد المجتمع والمستفيدين، من المحتاجين والفقراء. وتقول أم رجاء التي انتهجت هذا النهج طيلة 22 عاماً: «إن الجمعيات الخيرية في المملكة ينظر إليها الغالبية على أنها مصدر ثقة، خصوصاً أن مجتمعنا قائم على أساس ديني وعادات وتقاليد فيها تراحم وتلاحم في النسيج الاجتماعي، فتبقى الجمعية الخيرية وسيلة لتوصيل المساعدات لكل المحتاجين»، مضيفة: «في أيام الأعياد أقدم مبلغاً مالياً، وعدداً من الأضاحي، أغنام أو إبل، للجمعيات الخيرية، ولدي كل الثقة في الجمعية والقائمات عليها، جعلتني أمنحهم مطلق الحرية، على رغم أنني أشدد على توزيع اللحوم والتبرعات على كل محتاج». على النقيض من ذلك، ترى سيدات لهن باع طويل في العمل الخيري، أنه «بعد نشوء بذور الإرهاب، والاشتباه في بعض المؤسسات الخيرية في تمويل العمل الإرهابي، تأثر مستوى ثقة بعض شرائح المجتمع في الجمعيات والمؤسسات الخيرية بحسب فاطمة التي تقول: «أصبحت أتوجه شخصياً إلى الأسرة المحتاجة، سواءً في شهر رمضان أو الأعياد، لأن العمل الخيري هدفه كسب الأجر من الله سبحانه وتعالى، وتوزيعه في غير محله، مسؤولية الفرد». وتستدرك فاطمة: «بدأت الثقة تعود تدريجياً بين المجتمع والجمعيات الخيرية، بعد أعوام من تجفيف منابع الإرهاب في المملكة، لاسيما أن الجمعيات بدأت تتبع طرقاً أكثر دقة وشفافية في نشاطها، وتطلق تحذيرات من جمع التبرعات أو لحوم الأضاحي أو غيرها، من قبل أناس غير معروفين، أو لا يحملون بطاقات تعريفية مدون عليها اسم المؤسسة الخيرية. كما كادت تختفي ظاهرة الأشخاص الذين يطرقون أبواب البيوت، ويعرفون عن أنفسهم على أنهم تابعون لمركز عمل خيري، إذ أصبحت هناك مقرات في الأحساء، تستقبل التبرعات المادية والعينية، عدا عن مقرات الجمعيات، ويمكن لأي متبرع التوجه إليها، ما أعاد الثقة إلى الجمعيات». وتقارن مسؤولات في الجمعيات الخيرية بين الثقة التي ضعفت قبل نحو عقد، بين أفراد المجتمع والمتبرعين والقائمين على أعمال الخير، والفترة الحالية التي بدأ الفكر المجتمعي يعي أن العمل الخيري استحق أن يولى الثقة، مشيرات إلى «تفاوت واضح في مستوى الثقة، بعد ان تم ردم الفجوة الكبيرة، من خلال اتباع الشفافية والوضوح في العمل الخيري، وفي كيفية توزيع التبرعات، وإيصالها إلى المحتاجين، ووصلت إلى أعلى مستوياتها»، مبينات ان «حجم التبرعات يُصنف حالياً، على انه عال جداً، فبعض المتبرعين يثقون في العاملين في الجمعيات الخيرية بشكل كبير، ويقدمون أدوات كهربائية جديدة، ومبالغ مالية، وأوقاف، ومنح دراسية، وغيرها الكثير. ما يدل على أن الطبقات الاجتماعية كافة تثق في الجمعيات الخيرية، التي تسعى دوماً إلى أداء رسالتها، وتنفيذ رؤيتها، عبر كسب الثقة من الطبقات الاجتماعية كافة».