كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على جلسات المشاورات التي أجرتها حركتا «فتح» و «حماس» لتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، أن الحركتين توافقتا على حوالى أسماء تسعة وزراء، من دون تحديد الحقائب التي سيتولونها، على أن يختار الرئيس محمود عباس، بالتشاور مع رئيس الحكومة الحالي في السلطة والمكلف بتشكيل الحكومة الجديدة رامي الحمد لله، الحقائب المناسبة لهم. وذكرت المصادر ل «الحياة» أن عباس سيختار ستة وزراء آخرين ليصبح عدد أعضاء الحكومة 15 فقط، على أن يعلن تشكيلة الحكومة غداً الخميس. ومن بين الأسماء والحقائب التي تم التوافق حولها الوزارات السيادية الثلاث: الداخلية للحمدلله، والمال للوزير الحالي شكري بشارة، والخارجية للوزير الحالي في حكومة الحمدلله الدكتور رياض المالكي، وثلاثتهم من الضفة الغربية. كما علمت «الحياة» أن عباس اختار وزير الشؤون الاجتماعية الحالي الدكتور كمال الشرافي وزيراً للصحة كي تعود حقيبة الصحة إلى القطاع، فيما توافقت الحركتان على أن يكون وزير التربية والتعليم العالي من الضفة، وتم ترشيح أكاديمي مستقل لها. وأشارت المصادر إلى أن وزارة الاقتصاد ستسند إلى رجل الأعمال الغزي مأمون أبو شهلا المقرب من عباس، فيما ستسند وزارة العدل إلى شخصية من غزة أيضاً. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد وصل إلى القطاع أول من أمس، وعقد مع وفد «حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، أولى جلسات الحوار حول تشكيل الحكومة ليل الإثنين- الثلثاء، وجلسة ثانية ظهر أمس قبل أن يغادر إلى رام الله عصراً. وكان رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية أعلن أنه تم الاتفاق على أن يترأس الحمد الله حكومة التوافق، وقال في ما يشبه خطاب الوداع، إنه سيتنازل عن منصبه «طواعية» من أجل «كسب الوطن ومن أجل الشعب والقضية». وقال هنية، خلال افتتاح صالات جديدة في معبر رفح الحدودي مع مصر أمس: «اليوم نسلم الراية بيضاء مجللة بالفخار. نحن نتنازل طواعية عن الحكومة لنكسب الوطن ومن أجل الشعب والقضية... هناك حكام يقتلون شعوبهم من أجل الكرسي، ونحن نغادر الكرسي من أجل شعبنا. نخدم شعبنا حيثما نكون، وسنُعِين الحكومة القادمة في أداء مهامها». وقال الأحمد للصحافيين عقب انتهاء المشاورات، إن «وفدي الحركتين أنهيا مشاوراتهما في شكل شبه نهائي حول أسماء الحكومة المقبلة». وأوضح أنه «سيرفع حصيلة المشاورات مع حركة حماس إلى الرئيس» عباس، مشيراً إلى أن الأخير «سيصطحب الحكومة وكل القيادات الفلسطينية إلى غزة بعد التشكيل». وحول معبر رفح، قال الأحمد إن «الجانب المصري أبدى استعداده فتح المعبر في شكل كامل فور تشكيل حكومة التوافق الجديدة». من جانبه، قال أبو مرزوق إن «الوفدين اتفقا بشكل نهائي على التشكيلة الحكومية الجديدة. وأضاف أن لجنة تطوير منظمة التحرير ستجتمع قريباً، معتبراً أن «هذه اللحظة انطلاقة حميدة من أجل إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة». وأشار إلى أن «كل القضايا العالقة ستحل بالمشاورات والمباحثات الوطنية».