تونس - رويترز - رأى المدير الإقليمي للبنك الأفريقي للتنمية جيكوب كولستر (مقره تونس)، ضرورة أن «تفعل أوروبا المزيد لدعم تونس، كي تضمن إصلاحات عاجلة تكون مثالاً يُحتذى في بقية دول شمال أفريقيا». ويُعدّ البنك الأفريقي للتنمية مقرضاً رئيساً لتونس. ويعادل الدعم الطارئ الذي قدمه لموازنة البلد البالغة قيمته 500 مليون دولار مساعدة البنك الدولي، وسيحصل على مبلغ 200 مليون دولار من أوروبا نصفه تقريباً من فرنسا. وأوضح كولستر المسؤول عن تونس وليبيا ومصر في المصرف، أن على أوروبا «بذل مزيد من الجهود لدعم تونس التي شهدت أولى الانتفاضات العربية الحالية». وقال في حديث إلى «وكالة رويترز»، «أنا محبط قليلاً من تدفق المساعدة المالية الحقيقية»، معتبراً أنها «فرصة ذهبية لمساعدة شمال أفريقيا كي يقترب مما يعتقد العالم الغربي أنه الحكم الرشيد». وتقدّر تونس حاجاتها إلى القروض الخارجية مع الدعم الطارئ بنحو أربعة بلايين دولار، كي تتجاوز الاضطرابات بعد الثورة التي أضرّت باقتصاد البلاد المفتقرة إلى موارد النفط والغاز التي يملكها جيرانها. وشكلت الحرب في ليبيا ضربة أخرى، إذ لم يعد العمال التونسيون يرسلون تحويلات منها، وتوقف الليبيون الأثرياء عن السفر إلى تونس للحصول على الرعاية الطبية الزهيدة، وعبر عشرات الآلاف من اللاجئين الليبيين الحدود إلى تونس. ورأى كولستر، أن على الدول الغربية «بذل مزيد من أجل تونس»، مشدداً على أهمية أن «تقوم أوروبا تحديداً بذلك، نظراً إلى قربها الجغرافي من تونس وروابطهما التاريخية، وتدفق أعداد كبيرة من التونسيين العاطلين من العمل على أوروبا بحثاً عن فرص عمل». وأكد ضرورة أن «تقدم أوروبا لتونس مزايا اقتصادية كتلك التي تقدمها لدول البلقان، التي تنظر إليها كأعضاء محتملين في الاتحاد الأوروبي، حتى لو لا تُعد تونس عضواً محتملاً». وتوقع «دعماً بمنح ضخمة» للمساعدة على بناء المؤسسات السياسية والمجتمع المدني، الذي «سيرسخ المكاسب التي تحققت بفضل دماء الشبان وعرقهم ودموعهم الذين خرجوا في الشوارع». يُذكر أن أوروبا تعهدت بزيادة دعمها لشمال أفريقيا، لكنها تواجه أيضاً مطالب من أماكن أخرى في ظل الحرب في ليبيا وحاجة مصر إلى المساعدة بعد سقوط النظام السابق، وتُعد مصر لاعباً إقليمياً أكثر أهمية من تونس حين تفكر الدول الغربية إلى أين توجه إنفاقها. واعتبر كولستر، أن في حال «تقاعسوا عن ذلك، فستجتاز تونس هذه المرحلة لكن ربما تتخطاها في شكل مختلف، ربما أبطأ وأكثر خطورة، وربما بطريقة تنطوي على مزيد من أخطار الفشل بدلاً من وجود يد قوية تساعدها من الضفة الأخرى».