تراجعت قيمة الصفقات العالمية في قطاع إنتاج النفط والغاز والتنقيب عنهما العام الماضي، إلى 104 بلايين دولار، بسبب عمليات الدمج والتملك، بعد معدل سنوي ناهز ال160 بليوناً بين عامي 2005 و2007، وفقاً لدراسة أصدرتها شركة «آي إتش أس هيرولد» العالمية، حول عمليات الدمج والتملك في قطاع النفط للعام الحالي. وذكرت الدراسة التي توفر تحليلاً شاملاً لأكثر من280 صفقة تنقيب وإنتاج مهمة أُعلن عنها خلال 2008، أن الاستثمارات الدولية لشركات الشرق الأوسط هبطت إلى 3.7 بليون دولار، في مقابل 13 بليوناً عام 2007، بسبب الارتفاع الحاد لكلفة تداولات الشركات والأصول. وأشارت إلى أن شركات النفط الوطنية الآسيوية استمرت في عمليات الشراء على الصعيدين الشرق الأوسطي والعالمي، وزادت نفقاتها الشرائية من 11.8 بليون دولار إلى 13.1 بليون. وتضمنت الصفقات البارزة في الشرق الأوسط شراء شركة «سينوبيك» الصينية شركة «تانجانيكا أويل» ب 1.8 بليون دولار، وتملّك شركة «سينوتشيم» للأصول اليمنية حصصاً في شركة «سوكو انترناشيونال»، ب 465 مليون دولار، كما اشترت شركة «الكويت للطاقة» أصولاً في اليمن ومصر في شركة «أويل سرتش»، ب 200 مليون دولار. أما أضخم عمليات الشراء دولياً من قبل شركات شرق أوسطية، فتتعلق بشراء شركة «مبادلة» للتطوير، (مقرّها أبو ظبي)، شركة «بيرل للطاقة»، التي تركز عملياتها في جنوب شرقي آسيا، وتتبع لشركة «آبار للبترول»، ب 833 مليون دولار، كما اشترت شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة «طاقة» حصصاً في حقول بحر الشمال البريطانية من شركتي «إكسون موبيل» و «رويال داتش شيل»، ب 631 مليون دولار، وتعتبر «طاقة» أكبر مشتر عام 2007، إذ أنفقت 8 بلايين دولار معظمها في كندا. وأشارت الدراسة، إلى أن الانحدار الحاد في أسعار السلع وأسواق الأسهم، من شأنه أن يؤدي إلى زيادة نشاطات الدمج والتملك، متوقعة ارتفاع عمليات شراء الشركات خلال العام الحالي، وأن تستمر في عام 2010، وأن تسعى شركات النفط الوطنية وصناديق الثروة الرئيسية المتمركزة في الشرق الأوسط إلى تملك على شركات وأصول مميزة. وأوضح رئيس قسم بحوث عمليات الدمج والتملك في «آي إتش إس هيرولد» كريس شيهان، أن أنشطة التداول شهدت وتيرة قياسية في النصف الأول من 2008، حيث أُعلن عن 203 صفقات حتى 31 تموز (يوليو) الماضي، ثم تراجعت السوق في شكل حاد لتصل إلى 79 صفقة فقط في الشهور الخمسة الأخيرة منه، بسبب انخفاض أسعار السلع، وضعف الأسواق الائتمانية. وقال شيهان إن أسعار الأسهم المرتفعة، والناجمة عن الارتفاع الشديد في أسعار السلع في النصف الأول من العام الماضي، جعلت تملك الشركات باهظ الكلفة، إذ انخفضت قيمة تداول الشركات الإجمالية من 64.2 بليون دولار إلى 34.2 بليوناً، كما هبطت قيمة تداول الأصول الإجمالية عالمياً من 88.2 بليون دولار إلى 70.1 بليون، لكنها لا تزال ثاني أعلى قيمة تداولية سجلت حتى الآن. وأضاف أن قيمة الصفقات التي أنجزتها شركات النفط الوطنية وصناديق الثروة الرئيسة، بما فيها تلك المتمركزة في الشرق الأوسط، سجلت رقماً قياسياً يشكل 15 في المئة من قيمة التداولات العالمية للأسواق المفتوحة، وشملت ستة من أضخم عشر صفقات للأصول.