إسلام أباد - «الحياة»، أ ف ب - في لحظة تشبه توجه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الى نيويورك بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، حين توعد بتدمير تنظيم «القاعدة» وملاحقة قادته لاعتقالهم او قتلهم، وعلى رأسهم اسامة بن لادن، انتقل الرئيس باراك أوباما بعد عشر سنوات الى موقع الاعتداءات المعروف باسم «غراوند زيرو» ل«تقاسم» لحظة نجاح مهمة التخلص من بن لادن الذي قتلته قوات كوماندوس اميركية في باكستان الاحد الماضي. ودفع السجال حول أحقية الأميركيين في التحرك بمفردهم في أراضي دولة ذات سيادة، بالجيش الباكستاني أمس الى التهديد بإعادة النظر في مستوى تعاونه العسكري والاستخباراتي مع واشنطن، في حال نفذ الأميركيون عملية مماثلة جديدة على أرضه. ووضع أوباما إكليلاً من الورود في مكان تشييد البرجين السابقين لمركز التجارة العالمي، وذلك بعد لقائه عائلات الضحايا وتوقفه لفترة وجيزة في مركز رجال الإطفاء بنيويورك والذين سقط زملاء كثيرون لهم في يوم الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل حوالى 3 آلاف شخص. وعلى رغم تأكيد البيت الأبيض حرص أوباما على عدم «الاستعراض» بالإنجاز، قال أوباما في مركز إطفاء نيويورك: « قلنا إن اميركا لن تنسى أبداً 11 ايلول، والعملية الشجاعة التي نفذها جيشنا وأجهزة استخباراتنا الأحد الماضي أكدت ذلك». ويلتقي أوباما اليوم عناصر من الجيش الأميركي في قاعدة في ولاية كنتاكي تشكل محطة أخرى للاحتفال بمقتل بن لادن. ولفت انتقاد بعض عائلات ضحايا 11 ايلول عدم نشر البيت الأبيض صوراً لبن لادن، وهو القرار الذي حسمه أوباما بعد استشارات مع فريقه انتهت بأخذه بنصيحة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس بعدم النشر. واستند الموقف الأميركي، وفق تصريحات أدلى بها أوباما نفسه لمحطة «سي بي أس» الى «حرص الإدارة على عدم نشر صور تحريضية لشخص أطلقت النار عليه في الرأس، لأنها يمكن ان تستغل لأغراض دعائية تمهد لتهديد أمننا القومي. كما أنه ليس من طبيعتنا ان نعرض صوراً مماثلة في سبيل التباهي». وفي اجتماع عقدوه لبحث الأوضاع بعد العملية الأميركية، أكد قادة القوات المسلحة الباكستانية أن «اي عمل ينتهك سيادة بلادهم، على غرار عملية قتل بن لادن، سيحتم مراجعة مستوى التعاون العسكري والاستخباراتي مع الولاياتالمتحدة». واعترف المجتمعون بوجود ثغرات في المعلومات الاستخباراتية التي امتلكها الجيش الباكستاني عن مكان اختباء بن لادن، لكنهم لفتوا الى أن الاستخبارات الأميركية جمعت من الاستخبارات الباكستانية المعلومات الأولية عن مكان وجوده، من دون ان تشاركها لاحقاً تفاصيل معلومات اضافية حصلت عليها، بخلاف التدابير المعتمدة بين الجهازين، «لذا سيُفتح تحقيق في الظروف التي أدت إلى هذا الوضع»، علماً ان وكيل وزارة الخارجية الباكستانية سلمان بشير اعلن ان عملية قتل بن لادن «نفذت بعد التشويش على راداراتنا، ما انتهك القوانين الدولية».