أفاد مصدر إعلامي سوري رسمي ومواقع إخبارية عدة بأن وحدات من القوات النظامية ألحقت خسائر كبيرة بصفوف عناصر «جبهة النصرة» والمجموعات التكفيرية المنضوية تحت زعامتها في عدد من المواقع في ريف إدلب. وسيطرت القوات النظامية أمس على كتيبة الدفاع الجوي المهجورة شرق حماة. وخاضت القوات النظامية بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، وفقاً لوكالة الأنباء السورية (سانا)، اشتباكات مع مجموعات من عناصر «جبهة النصرة» على محور قرية أبو دالي في ريف إدلب الجنوبي بالتزامن مع قصف مركز على مواقع «النصرة» في محيط أبو دالي والمشيرفة. وأسفرت المعارك وعمليات القصف عن إيقاع قتلى وجرحى من عناصر «النصرة» وتدمير العديد من مواقعهم ومقراتهم. وبقيت قرية أبو دالي حتى منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي خارج سيطرة إرهابيي «جبهة النصرة» بفضل صمود أهالي القرية ومجموعات الدفاع الشعبية المدافعة عنها حيث هاجمت مجموعات إرهابية في 12 تشرين الأول القرية وارتكبت مجازر بحق أهلها وهجرت العديد منهم واستولت على العديد من منازلهم ودمرت وأحرقت بعضها. وركزت القوات النظامية عملياتها على خطوط ومحاور تحرك عناصر «جبهة النصرة» في قرى سنجار والزفر والخوين وتل عمارة وتل مرديخ وكفرعميم ما أسفر عن تدمير العديد من الآليات ومقتل عشرات الإرهابيين. وتنفذ القوات النظامية منذ نحو شهرين عملية عسكرية في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وإدلب وحلب لاجتثاث عناصر «جبهة النصرة» أسفرت حتى الآن عن السيطرة على العديد من القرى والبلدات كان آخرها قريتا تل المقطع ومشيرفة أبو دالي بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد تكبيد التنظيم التكفيري خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. ريف حماة من جهة أخرى، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطائرات الحربية السورية المدعومة بأسراب من الطائرات الروسية نفذت غارات كثيفة منذ صباح أمس على ريفي حماة وإدلب وأن الغارات ترافقت مع عمليات قصف مدفعي طاولت مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، وأماكن أخرى في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي. وأكد موقع «عنب بلدي» الإخباري أن القوات النظامية والميليشيات المساندة لها تقدمت على حساب فصائل المعارضة السورية في ريف حماة الشرقي، ضمن المعارك التي بدأتها منذ أشهر للوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري. وأشار «المرصد السوري» إلى وصول تعزيزات عسكرية من القوات النظامية وحلفائها إلى الريفين الحموي والإدلبي للمشاركة في العمليات القتالية، وتسليم قيادة العملية للضابط سهيل الحسن- العميد في القوات النظامية المعروف بلقب «النمر» والذي اشتهر باستخدامه المكثف للطائرات في عملياته التمهيدية والقتالية. وأكدت وسائل الإعلام السورية أمس أن القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي المهجورة وتل الأسود في ريف حماة الشرقي، وأن مواجهات تدور في مناطق أم حارتين، قبيبات، أبو الهدى، رسم السهو، وسط تمهيد مدفعي وصاروخي على الخطوط الأولى للاشتباكات. وذكر موقع «عنب بلدي» أن مصادر في «الجيش الحر» المعارض أكدت له سيطرة القوات النظامية على الكتيبة، وأوضحت أن أهميتها تكمن في إطلالها على منطقة المشيرفة والدجاج. وتقع كتيبة الدفاع الجوي على محور قرية أبو دالي، التي تحاول القوات النظامية الوصول إليها بعد أن خسرتها في تشرين الأول الماضي، على يد «تحرير الشام». وتتقدم القوات النظامية باتجاه مطار أبو الضهور العسكري من ثلاثة محاور ينطلق الأول من ريف حماة الشرقي، والثاني من ريف حلب الجنوبي الشرقي وتحديداً من منطقة خناصر والمناطق المحيطة بها (المشيرفة، رملة، رشادية، جبل الحص). أما المحور الثالث ففتحته حديثاً من ريف حماة الشمالي من منطقة الشطيب والظافرية. في غضون ذلك، تزحف فلول تنظيم «داعش» من ريف حماة الشرقي، ووصلت إلى أطراف قرى حوايس، ابن هديب، حوايس أم الجرن، وجبل الحوايس التي تلامس الحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وتتزامن محاولات التقدم مع غارات جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي على قرى وبلدات ريفي حماة الشمالي والشرقي وإدلب الجنوبي، أوقعت العشرات من الضحايا بين المدنيين، كان آخرهم في مدينة جرجناز مساء أول من أمس. وتقاتل «جبهة النصرة» في المنطقة، إلى جانب فصائل «الجيش الحر» المتمثلة ب «جيش النصر»، «جيش العزة»، «جيش إدلب الحر»، والتي أعلنت انضمامها في الأيام الأولى للمعركة ضد القوات النظامية.