أكد رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين خالد بن عبدالعزيز الفالح أن مرحلة الإنتاج والتشغيل الفعلي بدأت من حقل خريص، وان الإنتاج التدريجي للحقل مستمر. وقال الفالح في حديث خاص لقناة العربية أمس: «حقل خريص الآن في مرحلة التشغيل، وبالفعل تم إدخال النفط في المعمل تدريجياً، وطاقته الإنتاجية 1.2 مليون برميل، وسيأخذ وقته حتى يصل إلى الطاقة الكاملة، لكن مرحلة الإنشاء انتهت بالفعل، والآن الحقل في مرحلة التشغيل التدريجي للمشروع». وعن بدء الضخ من المشروع، أوضح الفالح: «ان النفط الآن يُضخ من المعمل إلى الخزانات الموجودة في المشروع، عملياً المشروع ينتج الآن بالتدريج». وبسؤاله عن الموعد الذي سيرى فيه العالم إنتاج حقل خريص، قال: «سلسلة الإمدادات طويلة، بعض السفن تأخذ شهوراً إلى أن تصل، لكن النفط سيصل إلى موانئ أرامكو خلال أيام للتصدير، ثم يبدأ تصديره.. لكن الطاقة الإنتاجية لحقل خريص محسوبة لنا.. إنها طاقة متوافرة». وأوضح الفالح: «لدينا طاقة متوافرة وفائضة، ولا توجد حاجة ملحة لضخ كامل لإنتاج خريص بالسوق، لكن إذا تم الاحتياج سيتم بحساب طاقة خريص كطاقة متوافرة». وأشار إلى أنه عندما يقال ان المملكة تنتج 8 ملايين برميل يومياً فإن هذا لا يتضمن ما ينتج من خريص، لأن خريص لم يصل إلى الآن لمرحلة التصدير. وعن مستقبل صناعة النفط والاستثمارات في الصناعة وإلغاء عدد من المشاريع، قال رئيس أرامكو: «الاستثمار في صناعة النفط والغاز على مستوى العالم فيه قلق، خصوصاً أن أسعار النفط في انخفاض وتدني، لكن في آخر أسبوعين ارتفعت أسعار النفط لمستويات معقولة قرب ال 70 دولاراً للبرميل، وهذا سيشجع شركات كثيرة على الاستمرار في المحافظة على طاقتها الإنتاجية للنفط والغاز.. وكنا قلقين عند انخفاض أسعار النفط إلى مستوى 40 دولاراً أو أقل، وإذا استمرت في الانخفاض فبالتالي سيكون هناك انخفاض في الطاقة الإنتاجية، وعندما يرتفع الطلب يكون فيه نقص حاد في الإمدادات، وترتفع الأسعار بشكل حاد وتسبب صدمات لسوق الطاقة، ولكن يحدث هذا بالذات إذا استمرت الأسعار على مستويات ما هي عليه أو أعلى قليلاً». وأضاف الفالح: «نحن في أرامكو ليس لدينا أي خفض في مستوى استثماراتنا، وكطاقة إنتاجية قاربنا أن نصل إلى 12 مليون برميل يومياً خلال الأسابيع المقبلة، وسنحافظ عليها خلال السنوات المقبلة.. واستثماراتنا في قطاعات التكرير والبتروكيماويات مستمرة، وسنرى عقوداً قريباً مع «توتال» بشأن مصفاة الجبيل، وبالفعل تم إرساء عقود ضخمة قبل أشهر على مشروع كرام لتطوير أول حقل إنتاج غاز من البحر إلى الخليج العربي، وسيكون هناك مشاريع غاز مستمرة». وبسؤاله عن إعادة تقويم كلفة مشاريع الشركة، أكد الفالح: «طبعاً بعض المشاريع مددنا فترة العطاءات لها، لكننا نتكلم عن أسابيع أو شهور لإعطاء الفرصة للمقاولين المنافسين أن يُحدثوا التكاليف أخذاً في الاعتبار انخفاض مواد البناء وكلفة المشاريع». وتابع: «الهدف من التأجيل تكتيكي لإعطاء أنفسنا فرصة لاستغلال فروق الكلفة بين العام الماضي والحالي، وفي الوقت نفسه إعطاء المقاولين فرصة لتقديم أفضل العروض». وعما إذا كانت صناعة النفط خسرت أياً من اللاعبين أو المستثمرين المحتملين، أشار الفالح إلى أنه من ناحية السعودية وأرامكو فإن قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات هي الأفضل على مستوى العالم، وما زالت الشركات العالمية تطلب ود أرامكو والشركات الأخرى في المملكة كشركاء لهم في الاستثمار. وأضاف: «كان لدينا هدف معلن واستراتيجي للوصول بطاقة الإنتاج إلى 12.5 مليون برميل، واستمرينا في العمل بهذه الإنتاجية ومن دون أي توقف.. بالعكس التباطؤ العالمي عجل بمشاريعنا لتوافر الموارد والأيدي العاملة والمقاولين الذين تفاعلوا لتنفيذ المشاريع بوتيرة أسرع».