رفض رئيس دائرة الإعلام في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أحمد رمضان محاولة روسيا فرض حلّ أحادي في «مؤتمر الحوار الوطني السوري» المرتقب في سوتشي نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل. أتى ذلك بعد تصريحات روسية عن تحديد سقف مشاركة المعارضة في المؤتمر وربطه ب «التخلي عن فكرة» عدم بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة. ونبّه رمضان في مقابلة مع قناة «العربية الحدث» أمس، من أن محاولة روسيا فرض حلّ على السوريين «تمثل تحدياً لقوى المعارضة والعالم أجمع»، مؤكداً أنه «لا يمكن تمرير صفقات تخالف قرارات المجتمع الدولي ورغبة الشعب السوري». وقال: «لا يمكن تمرير هذه الصفقة الروسية في سوتشي أو غيرها من خلال سحب البساط السياسي من جنيف ومحاولة فرض دستور وانتخابات ونظام سياسي على السوريين». ورأى المعارِض السوري أن هذا الحل «يوافق التركيبة الروسية وليست له صلة بالديموقراطية ولا بحق تقرير المستقبل السياسي، ويحطم إرادة سورية». في غضون ذلك، أعلنت «الجبهة الجنوبية» وهي تحالف يضمّ فصائل من «الجيش السوري الحر»، مقاطعة مؤتمر سوتشي، معتبرة أن من يحضره «عدو للشعب السوري». وشدّدت «الجبهة» في بيان أمس، على أن قبولها الدخول في مفاوضات مع النظام السوري «كان بهدف وقف نزيف الدم، وإنهاء المعاناة بأقل الخسائر الممكنة بضمانات دولية والقرارات الصادرة عن الأممالمتحدة». وأشار البيان إلى أن «كل جولات المفاوضات من جنيف إلى آستانة، أثبتت عدم جدية نظام الأسد وتنصله من كل الاستحقاقات الدولية، حيث كان يعمل على كسب مزيد من الوقت ليستمر بقتل وتهجير المدنيين من أراضيهم وبدعم حلفائه روسيا وإيران». واتهم موسكو ب «محاولة الالتفاف على الشرعية الدولية بالدعوة إلى مؤتمرها المزعوم لتظهر نفسها بأنها المخلّص الوحيد للشعب السوري». وأكد رفض «الجبهة الجنوبية» التام ل «سوتشي». وأفاد بأن «أي شخص يشارك في المؤتمر سواء بصفته الشخصية أو من خلال موقعه في المؤسسات الثورية عامة، يعتبر عدواً للجبهة وللشعب السوري، وللثورة وشريك للنظام المجرم ولإيران وحزب الله والميليشيات المجرمة». وعبّر عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف» فؤاد عليكو عن قلقه من أن يؤدي «سوتشي» إلى إحداث شرخ في صفوف المعارضة، معتبراً أن «التصريحات الروسية تؤكد أن موسكو تشترط على المعارضة تخليها عن مطلب رحيل الأسد مقابل إشراكها في المؤتمر». وقال في تصريحات إذاعية أمس، إن «روسيا تتصدر المشهد السياسي وتضع حلولاً بالاستناد إلى مفهوم المنتصر والمهزوم، في ظل غياب مشاريع دولية للحل السياسي»، مؤكداً أن «طرح الروس شرط التخلي عن المطالبة برحيل الأسد لن يؤدي إلى نتائج ملموسة للدفع بعملية السلام». وكان وفد المعارضة السورية إلى محادثات آستانة، أعلن أنه سيتخذ قراره في شأن المشاركة في «سوتشي» بعد مشاورات مع أطراف معارضة أخرى. وكان رئيس وفد المعارضة أحمد طعمة، كشف في اختتام الجولة الثامنة من المحادثات الجمعة عن تلقي دعوة للمشاركة، ولكنه أشار إلى «أننا لا نريد أن نتخذ قراراً مستعجلاً، نريد أن نتشاور مع القطاعات العسكرية أولاً ومن ثمّ مع الأطياف السياسية ونعود إلى مرجعياتنا لكي نتخذ القرار النهائي». وأضاف: «إذا كانت مخرجات هذا المؤتمر ستؤدي إلى دفع عملية السلام في جنيف فهذا أمر مرغوب فيه، أما إذا كانت ستسير مساراً مستقلاً خاصاً، فلن يكون ذلك محلّ ترحيب». وكان المبعوث الرئاسي الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف أكد السبت، أن «لا مكان» في سوتشي «لمن يرفع شعار رحيل الأسد عن السلطة». وقال في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية إنه «في حال كانت لدى الناس تطلعات إيجابية، فإننا مستعدون لاستقبالهم ومنحهم فرصة للقدوم. أما في حال أرادوا استخدام ساحة سوتشي من أجل رفع شعارات حول عدم القبول ببقاء الأسد في السلطة، فأعتقد أن لا مكان لهم هناك، لأنه سيكون من الواضح أن هؤلاء الناس يريدون استمرار النزاع المسلح». وشدّد لافرينتييف على ضرورة موافقة الأسد على أي لجنة دستورية يتمّ الاتفاق على تشكيلها في «سوتشي»، لافتاً إلى أنه «بموجب الدستور، يجب أن يوافق الرئيس الحالي على تلك اللجنة». ورجّح «إمكان إيجاد آليات أخرى أو الاستفادة من الآلية المتوافرة، بحيث يوافق الرئيس الحالي على اللجنة، وتباشر عملها إما بوضع دستور جديد أو بتعديل الحالي». وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «العمل يجري على قدم وساق» لوضع لائحة المدعوين إلى المشاركة في «سوتشي»، مع أخذ وجهات نظر الدول الضامنة في الحسبان. وقال في تصريحات صحافية السبت إن موسكو «ستدعو جميع السوريين» الذين يشاركون في لقاءات آستانة وفي جنيف، كما أنها ستوجّه دعوة إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لحضور المؤتمر.