ينحدر محمود احمدي نجاد من عائلة متوسطة اقتصادياً، ويحمل شهادة الدكتوراه من أرقى جامعات ايران في الهندسة الميكانيكية. لكن رئاسته للجمهورية الاسلامية اثارت الكثير من الانتقادات والجدل، في شكل قلما شهدته رئاسة خلال العقود الثلاثة الماضية من عمر الجمهورية. شارك في الحرب العراقية - الإيرانية بعدما ترك الدراسة في الجامعة ليكون عضواً في الكتيبة الخاصة التي عبرت الحدود لتقوم بعمليات استطلاع داخل الاراضي العراقية، وتحديداً في مدينة كركوك التي كانت تخضع بالكامل لسيطرة القوات العراقية. عارض احمدي نجاد احتلال «الطلاب السائرين على نهج الامام الخميني» السفارة الاميركية في طهران، لأنه كان يعتقد ان هذه الخطوة هي من فعل الماركسيين. عُيّن بعد ذلك محافظاً لاردبيل، قبل انتخابه محافظاً للعاصمة طهران. يمتاز احمدي نجاد (53 سنة) ببساطة العيش والمظهر، ما اكسبه شعبية وتعاطفاً، ليس فقط من الفقراء والفلاحين واهالي المدن والارياف في ايران، بل ايضاً في بعض المناطق خارج ايران. احمدي نجاد الذي كان والده يعمل في الحدادة، دخل المعترك السياسي بقوة عندما قررت دوائر ثورية ايرانية دعمه في الانتخابات الرئاسية عام 2005، على حساب المرشحين المحافظين الآخرين وهم علي لاريجاني ومحمد باقر قاليباف ومحسن رضائي. عمل منذ انتخابه على ازاحة من يقف امام تصوراته وافكاره، مثل علي لاريجاني الذي كان سكرتيراً ل «المجلس الاعلى للامن القومي» الايراني، كما فتح النار على «أصحاب المال والثورة والحكم». عنيد في مواقفه، ويفكر بصوت مرتفع، كما حذر الادارة الاميركية السابقة واسرائيل من مغبة مهاجمة ايران. كسب احمدي نجاد الفقراء والقرى والارياف، لكنه لم يستطع كسب الشخصيات الايرانية، حتى تلك التي تصطف في التيار المحافظ حيث احدث الرئيس الايراني شرخاً بين مؤيد ومعارض لسياساته، لكنه كان حازماً وقوياً ومدافعاً عن تصوراته وانجازاته.