أشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بمساهمة جنود بلادها المتمركزين في قبرص في «سحق» تنظيم «داعش» في سورية والعراق. أتى ذلك خلال تفقدها القوات المنتشرة في قاعدة لسلاح الجوّ الملكي البريطاني في أكروتيري، تُستخدم لشنّ غارات على التنظيم. ويتمركز حوالى 31 ألف جندي بريطاني في قاعدتين في قبرص، علماً ان المملكة المتحدة احتفظت بالسيادة على 3 في المئة من مساحة قبرص، بعدما منحتها الاستقلال عام 1960. وأشارت ماي إلى أن المنشآت العسكرية في الجزيرة كانت «مركزاً» للعمليات ضد «داعش»، وخاطبت حوالى 200 جندي بريطاني قائلة: «الآن، والفضل الأكبر يرجع لجهودكم، سُحق ما يُسمى بدولة الخلافة ولم تعُدْ تسيطر على مساحات ضخمة من الأراضي في العراق أو سورية. يجب أن تفخروا أيّما فخر بهذا الإنجاز». وأعلنت أن أكثر من 1600 غارة جوّية على «داعش» في العراق وسورية، انطلقت من القاعدة البريطانية في قبرص، وتابعت وهي تقف قرب مقاتلتين من طراز «تورنيدو» و»تايفون»، في إشارة إلى مسلحي التنظيم: «يجب أن نواصل التعامل في شكل مباشر مع التهديد الذي ما زالوا يشكّلونه في المنطقة. نحتاج أيضاً إلى التركيز على تدريب قوات الأمن العراقية، لتتمكّن من التصدي لداعش». ماي التي التقت عائلات بريطانية في قبرص، كانت وصلت إلى الجزيرة آتية من وارسو حيث أبرمت بولندا وبريطانيا اتفاقاً للتعاون الأمني والعسكري. وقالت في مؤتمر صحافي مع نظيرها البولندي ماتيوش مورافيتسكي: «تعاوننا في الأمن والدفاع قوي أصلاً، لكننا رفعنا مستواه، من خلال توقيع هذا الاتفاق» الذي يتضمّن تنفيذ تدريبات مشتركة وتبادل معلومات». والبلدان عضوان في الحلف الأطلسي، وتتمركز في بولندا قوات بريطانية، ضمن عملية لتعزيز الجناح الشرقي من الحلف في مواجهة روسيا. وأعلنت ماي تشكيل مجلس تجاري بين البلدين هو «الأول بين بريطانيا وأوروبا»، لتذليل عراقيل أمام الحركة التجارية بين الجانبين. وتأمل لندن بتوثيق علاقاتها مع وارسو، قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي في آذار (مارس) 2019. وعلّقت ماي على إطلاق المفوضية الأوروبية آلية تُعتبر سابقة، في حق بولندا قد تحرمها من حقوق التصويت في الاتحاد، إن لم تتراجع عن إصلاحات قضائية تعتبر بروكسيل أنها تهديد للديموقراطية. وقالت: «الأمور الدستورية يجب أن تخصّ أساساً الدولة المعنية. في أوروبا لدينا قناعة جماعية بحكم القانون. أرحّب بأن رئيس الوزراء مورافيتسكي أشار إلى أنه سيتحدث مع المفوضية الأوروبية، وآمل بأن يؤدي ذلك إلى حلّ مرض».