أصيب 19 شخصاً بجروح، بعدما دهست سيارة عمداً مارّة في ملبورن، ثاني أكبر المدن الأسترالية. واستبعدت الشرطة دافعاً إرهابياً للحادث، إذ إن قائد السيارة استرالي من أصل أفغاني، معروف لدى الشرطة بارتكابه مخالفات مرور و «اعتداءات بسيطة»، وبمعاناته من اضطرابات عقلية وتعاطيه المخدرات. وذكّر الحادث بعمليات دهس، بسيارات وشاحنات، في دول أخرى أوقعت قتلى وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها. وكانت سيارة دهست عمداً مارّة وسط ملبورن مطلع العام، موقعة 6 قتلى، في حادث لم يكن ارهابياً. ورفعت أستراليا مستوى التهديد إلى «عالٍ» منذ عام 2015، تحسباً لشنّ مواطنين هجمات بعد انضمامهم إلى تنظيمات متطرفة في العراق وسورية. ونشرت سلطاتها في آب (أغسطس) الماضي دليلاً في شأن الاحتياطات من هجمات دهس. وبين الاجراءات اقامة حواجز خرسانية ووضع كاميرات مراقبة وتركيز نظام انذار عام وأشجار وتماثيل، إضافة إلى نشر موظفين مدربين على رد الفعل السريع. ووقع الحادث في شارع فليندرز، وهو شارع رئيس يطلّ على نهر يارا في الحي المالي وسط ملبورن، ويُعتبر واحداً من التقاطعات الأكثر ازدحاماً في المدينة، خصوصاً في الفترة التي تسبق عيد الميلاد ومع عطلة المدارس. وتحدث رئيس حكومة ولاية فيكتوريا دانيال آندروز عن «عمل شرير ومروّع وجبان ومتعمد، يدلّ على الجبن ارتُكب في حق مارة بريئين»، مشيراً إلى جرح 19 فرداً، بينهم 4 حالاتهم حرجة. وأفادت معلومات بأن طفلاً أُصيب في رأسه وهو في وضع حرج. وقالت شاهدة: «سمعنا صوتاً ورأينا سيارة بيضاء، دهست الجميع. الناس تطايرت في كل الاتجاهات. وركض آخرون في كل الاتجاهات». وقال شاهد آخر إنه رأى «سيارة رباعية تصل مسرعة، وسمعت ارتطامها بأناس يحملون أكياساً وبعربات تسوُّق. لم يسبق ان شاهدت ذلك وما زلت أرتعش». وأشار شاهد ثالث إلى أن السيارة كانت تندفع بسرعة بين 80 و100 كيلومتر في الساعة، وزاد: «لم تستخدم المكابح أو أي شيء آخر من شأنه إبطاء السرعة». وأوقفت شرطة ولاية فيكتوريا السائق، وهو أسترالي من أصل أفغاني عمره 32 سنة، معروف لديها بارتكابه مخالفات مرور و «اعتداءات بسيطة» وبمعاناته من اضطرابات عقلية وتعاطيه المخدرات. وقال رئيس شرطة الولاية بالوكالة شان باتون: «حتى الآن ليس لدينا أي دليل أو معلومات تشير إلى صلة بالإرهاب». كما أوقف شخص ثان عمره 24 سنة في موقع الحادث، كان يصوّر ما حدث ويحمل حقيبة تتضمّن سكاكين. ورجّح باتون أن يكون هذا الشخص ضالعاً في الواقعة. ولم تكشف الشرطة اسمَي الرجلين، لكن صوراً التُقطت في الموقع أظهرت رجلاً ملتحياً يجلس على الرصيف ويتحدث إلى الشرطة. وأسِف رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول ل «حادث صادم»، وتابع: «قلوبنا مع الضحايا وعاملي خدمات الطوارئ والصحة ودعاؤنا لهم». إلى ذلك، أعلن الادعاء الأميركي صدور حكم بالسجن 15 سنة على أخرور سعيد أحمدوف (22 سنة)، وهو كازاخي مقيم في نيويورك، اعترف بالتآمر لمساعدة «داعش» ومحاولته السفر إلى سورية للانضمام اليه، إلى جانب عبد الرسول جورابوييف، وهو أوزبكي مقيم في بروكلين وصدر حكم بسجنه 15 سنة قبل شهرين. في غضون ذلك، أوقفت السلطات الألمانية شاباً عمره 29 سنة يُشتبه في تخطيطه لتنفيذ هجوم باسم «داعش»، يستهدف حلبة تزلج في مدينة كارلسروه جنوب غربي البلاد. في لندن، أعلن الويلزي دارين أوزبورن (48 سنة) أنه ليس مذنباً، بعد اتهامه بالقتل المتصل بالإرهاب والشروع في القتل، إثر دهس مصلّين مسلمين بسيارة فان فيما كانوا يغادرون مسجداً في العاصمة في حزيران (يونيو) الماضي، ما أدى إلى مقتل مصلٍ وجرح 11.