اتفق عدد من تجار المواشي واللحوم في السعودية على أن أسباباً اقتصادية وسياسية تقف وراء ارتفاع أسعار اللحوم، مشيرين إلى أن أسعار الدجاج تسير في خط ارتفاع غير طبيعي. وذكر مستورد اللحوم ماهر العقيلي، أن أي حدث يحدث في المنطقة يؤثر في ارتفاع الأسعار، مؤكداً أن زيادة الأسعار في أي دولة حتى وإن كنا لا نستورد نحن منها سيؤثر سلباً في الأسعار لدينا علينا، مضيفاً: «نحن لا نستورد من كوريا أي لحوم، ولكن هذا لا يعني أننا لسنا بمتأثرين، فحظر الاستيراد من كوريا سيحول من دون الاستيراد منها، وبالتالي تتوجه الدول إلى الشراء من دول أخرى، مثل البرازيل والهند وهولندا واستراليا ونيوزلندا وايرلندا، الأمر الذي سيجعل حصتنا في الاستيراد تقل والسعر يزيد»، مشيراً إلى أن أسعار لحوم الأبقار بالدول الأوروبية عالية جداً. وأشار ل «الحياة» إلى أن الطلب أصبح أكثر من العرض نتيجة الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية في مصر وليبيا واليمن، إضافة إلى كارثة اليابان، إذ إن الكل اتجه للدول المنتجة نفسها التي نستورد منها، مشيراً إلى أن أسعار الدجاج في خط ارتفاع غير طبيعي، في وقت هبطت نسبة الاستيراد. وقال العقيلي إن نسبة ارتفاع أسعار اللحوم بلغ 3 في المئة، ومن المتوقع أن يتجاوز كيلو الدجاج في شهر رمضان المقبل 17 ريالاً. بدوره، قال أحد تجار المواشي (فضل عدم ذكر اسمه)، إن ارتفاع أسعار اللحوم يعود إلى أسباب داخلية وخارجية، وقال: «من الأسباب الداخلية التي أدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم عدم وجود أي دعم لتجار المواشي في المملكة»، مضيفاً أن كيلو الشعير زاد بنسبة 50 في المئة، وكذلك البرسيم وغيره. وعن الأسباب الخارجية، أكد أن التنافس له دور في ارتفاع الأسعار، إضافة إلى زيادة الطلب العالمي، والأمراض التي تصيب المواشي في بعض الدول، ما أدى إلى توجه الدول المستوردة إلى الدول التي لا يوجد حظر على صادراتها. وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء أصدرت أخيراً قراراً بفرض حظر موقت على استيراد اللحوم البقرية والأغنام والماعز والغزلان والمبردة والمجمدة ومنتجاتها وتجهيزاتها من كوريا الشمالية، ويأتي هذا القرار بناء على تقرير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بسبب ظهور مرض الحمى القلاعية، وهو مرض فيروسي سريع الانتشار ويصيب الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال والأفيال.