انتقد خبير سعودي متخصص في تطوير الأعمال والمشاريع، كثرة المشاريع التنموية المتعثرة وسوء مخرجاتها، أو تأخرها أو انفراط التكاليف بشكل غير منطقي. وعزا الخبير المهندس تركي التركي، معظم هذه المشكلات إلى عدم وجود تخطيط أو ضعفه وعدم كفايته، أي أننا نعمل كيفا اتفق، وننتظر النتائج ب«البركة»، مشيراً إلى أن 90 في المئة من المشاريع التنموية والخدمية متعثرة، بسبب عدم وجود تخطيط أو سوئه وعدم كفايته. وتستضيف جدة دورة تدريبية متخصصة عن إدارة المشاريع الاحترافية يوم 14 أيار (مايو) المقبل، ويقدمها التركي تحت إشراف المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بمشاركة عدد من مديري المشاريع والمهندسين والمهتمين وطلاب الجامعات. وقال التركي، في تصريح له أمس، إن الدورة تسهم في حصول المشارك على فنون إدارة المشاريع باحترافية عالية ومعايير عالمية تعتمد على منهجية إدارة المشاريع، كما تؤهل المشارك لاجتياز اختبار شهادة إدارة المشاريع الاحترافية الدولية، مشيراً إلى أن خبيراً أميركياً زار المملكة، واطلع على عدد كبير من الأفكار والمشاريع، ومقارنة بزياراته لأكثر من 36 دولة، وجد لدينا أفضل الأفكار وأسوأ تطبيق. وأكد خبير تطوير الأعمال والمشاريع، أهمية التخطيط المدروس وقال: «حينما لا نخطط، فنحن مثل الذي يحاول اقتحام مغارة مجهولة لا يعلم عنها شيئاً، ولم يستعد لذلك، ويرغب في الخروج من الجهة الأخرى سليماً وفي الوقت المحدد، وهذا يندر حصوله لأنه سيواجه العديد من المشكلات، بدءاً من الحشرات مروراً بالتضاريس الصعبة وانعدام الضوء، وقد توجد حيوانات خطرة أو غازات سامة، وقد ينقطع إرسال الجوال ولا يجد من ينقذه أو يساعده، وإن خرج فسيكون في حال يرثى لها، وقد يستغرق العلاج وقتاً طويلاً». ودعا الى درس المشروع بشمولية من كل المجالات وتطورات السوق والتوقعات المستقبلية، حتى لا يفشل المشروع في نهاية المطاف، ويتعثر لأسباب عدة. وشدد التركي على أهمية جمع المعلومات الكافية، وبناء خطة التنفيذ السليمة، وتوفير حاجات المشروع بدقة، وأخذ الاحتياطات اللازمة، «فلو عملنا مسحاً بالأشعة لمعرفة المسافات والتضاريس بدقة، ورسمنا خريطة واضحة للمشروع، لوجدنا أننا ننجز العمل بسهولة مع قدرة على تجاوز العقبات مع شيء من المتعة الممزوج بطعم التحدي». وحض على التفريق ما بين التخطيط للمشاريع والتصاميم الهندسية، وقال إن التخطيط للمشروع يقصد به تحديد الأعمال والمهام وعمل جدولة زمنية وتقديرات مالية لها، وتحديد حاجات المشروع من الموارد البشرية والمواد والمعدات والخدمات وهيكلة الموارد البشرية إدارياً، وجدولة أوقات عملها زمنياً، وتحديد معايير الجودة وآلية التطبيق والفحص، وتحديد المخاطر المحتملة وآلية الاستجابة لها، وتنظيم عملية الاتصالات وتناقل المعلومات في المشروع. وأشار إلى أن الدول المتطورة والمؤسسات المحترفة لا يسمح لها بالبدء في أي مشروع قبل إنجاز التخطيط الكافي، وذلك لأن هناك حقيقة معروفة أنه «إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل».