بثّ التلفزيون الإيراني «اعترافات» أستاذ جامعي إيراني مقيم في السويد، صدر حكم بإعدامه بعد إدانته بالتجسس لحساب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (موساد)، ومساعدته في اغتيال علماء ذرة. لكن زوجته أكدت أن المحققين أرغموه على قراءة هذه الاعترافات. وكانت المحكمة العليا في إيران ثبّتت الأسبوع الماضي الحكم بإعدام أحمد رضا جلالي، وهو طبيب ومحاضر في معهد كارولينسكا، وهي جامعة طبية في استوكهولم. واعتُقل في إيران في نيسان (أبريل) 2016 ودين بالتجسس. لكن «منظمة العفو الدولية» دانت تثبيت الحكم «بعد محاكمة سرية ومتسرّعة لم تسمح بعرض أي من حجج الدفاع»، ودعت السلطات الإيرانية إلى «إلغاء» الحكم «فوراً» والاعتراف للطبيب ب «الحق في الاعتراض على الحكم الصادر في حقه، عبر إجراءات قانونية جدية». وذكّرت بأن جلالي «أستاذ جامعي معروف» و «خبير في طب الطوارئ»، مشيرة إلى أنه «تلقى تعليمه ودرّس في السويد وبلجيكا وإيطاليا». ويتضمّن التسجيل المصوّر الذي تبلغ مدته 17 دقيقة وأعدّه جهاز مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الإيرانية، مقاطع من «مقابلة» مع جلالي صُورت عند مدخل ممرّ، تقطعها من حين لآخر صور أرشيف يرافقها صوت مذيع يؤكد أن «موساد» جنّدت الطبيب «الخائن». وقال جلالي في التسجيل إنه عمل مع جهاز استخبارات أجنبي عندما كان يدرس في أوروبا، مضيفاً أنه قدّم ل «موساد» معلومات عن علماء ذرة إيرانيين بارزين قُتلوا في اغتيالات وقعت في طهران بين عامَي 2010 و2012. وأضاف: «كانوا يعرضون عليّ صوراً لأشخاص، أو صوراً التقطتها أقمار اصطناعية للمنشآت النووية، وطلبوا مني أن أمّدهم بمعلومات عن ذلك». وربط التسجيل جلالي باغتيال 4 علماء ذرة إيرانيين، مشيراً إلى أنه وافق على التعاون مع إسرائيل في مقابل المال والإقامة في دولة أوروبية. كما تضمّن مقابلات مع ماجد جمالي فاشي، وهو رياضي إيراني أُعدم شنقاً عام 2012، بعد إدانته بالتورط باغتيال علماء الذرة، علماً أن طهران كانت اتهمت «موساد» ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) بالتورط بهذه الاغتيالات التي طاولت 5 علماء إيرانيين كانوا يعملون في البرنامج النووي الإيراني. لكن فيدا مهرانيا، زوجة جلالي، أكدت أن زوجها أُرغِم على الإدلاء باعترافات اتُفِق عليها مسبقاً أمام الكاميرا. وقالت لوكالة «رويترز» من استوكهولم: «بعد ثلاثة أشهر من حبس انفرادي، أبلغه المحققون أنه لن يُطلق إلا إذا قرأ من نصّ أمام الكاميرا. أبلغني زوجي بأنهم صرخوا في وجهه في كل مرة كان يقول فيها شيئاً مختلفاً عن النصّ وأوقفوا التصوير». وأضافت: «لم نتلقَ أموالاً من أي شخص، ويُظهر أسلوب حياتنا ذلك. لا نملك منزلاً أو سيارة. حصلنا على إقامتنا في السويد بعد استكمال دراستنا هنا. لم تكن لدى جلالي أي معلومات حساسة في شأن البرنامج النووي الإيراني، ولو كانت لديه لمُنع من مغادرة البلاد». ودانت السويد الحكم بإعدام جلالي، فيما طالب 75 حائزاً على جائزة نوبل طهران الشهر الماضي بإطلاقه ل «يواصل عمله العلمي لمصلحة البشرية». وذكروا أن جلالي أشار إلى أن رفضه العمل لمصلحة أجهزة الاستخبارات الإيرانية أدى إلى هذه «المحاكمة غير العادلة والمعيبة». واعتقل «الحرس الثوري» الإيراني حوالى 30 مواطناً يحملون جنسية أخرى، في غضون السنتين الماضيتين، واتهم معظمهم بالتجسس. على صعيد آخر، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ناقشا في اتصال هاتفي الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الست. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الوزيرين «أكدا ضرورة تمسك جميع الأطراف بتنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق».