واشنطن - «نشرة واشنطن» - أفادت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» بأن عدداً متزايداً من أطفال أفريقيا ينجون من الملاريا، أو يتفادونها، منذ أن بدأت هيئات صحّية أميركية ودولية بزيادة جهودها لمكافحة هذا المرض الذي يمكن أن يكون مميتاً. وأصدرت «الوكالة» استطلاعها السنوي حول حملتها لمكافحة الملاريا، بالتزامن مع «يوم الملاريا العالمي» في 25 نيسان (أبريل) الماضي. وأحصت الوكالة وقوع 150 ألف وفاة من الملاريا في العام الماضي، اي أقل مما سجل عام 2005. وفي ضوء الكثافة المرتفعة لحالات الملاريا بين الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تقدر الوكالة أن 485 طفلاً ينجون يومياً من الوفاة بسبب الملاريا التي ينقل عدواها البعوض. وأطلقت الولاياتالمتحدة «مبادرة الرئيس الأميركي» لمكافحة الملاريا في عام 2006، مستهدفة 15 دولة أفريقية، حيث ينتشر هذا المرض بصورة خطيرة. وتلحظ المبادرة زيادة الموارد المخصصة للوقاية من هذا الداء عبر توزيع ناموسيات أسرّة معالجة بمبيدات الحشرات، والرشّ الموضعي في المساكن، وإتاحة وصول أسهل للأدوية المضادة للملاريا، وتدريباً أفضل للعمال الصحّيين هما جانبان آخران من البرنامج. وتوسّعت هذه المبادرة لتطال بمنافعها دولتين أفريقيتين أخريين. كما أن برنامجاً اطلق حالياً في منطقة نهر الميكونغ الكبرى (جنوب شرقي آسيا) حيث لاحت سلالات من المرض مقاومة للعقاقير. وأفاد التقرير السنوي الخامس عن إحراز تقدم في «مبادرة الملاريا» في سبع دول، هي محط اهتمام المبادرة، حيث أجريت استطلاعات اظهرت انخفاض معدل الوفيات بين الأطفال ما دون سن الخامسة بمعدل 23 في المئة إلى 36 في المئة، وانه جرى حماية 27 مليون فرد بواسطة الرشّ الموضعي في المنازل في العام الماضي وحده. ووزّعت الحملة 30 مليون ناموسية سرير معالجة بالمبيدات، و15.5 مليون ناموسية غيرها من جماعات صحّية دولية. وتسلّمت المرافق الصحّية أكثر من 67 مليون علاج «أرتيميسينين» مختلط، الذي يعتبر الدواء الأنجع المتاح لعلاج حالات الملاريا، وهو فعّال بنسبة 95 في المئة. وتشرف مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها التابعة للحكومة الأميركية على المبادرة الأميركية، إلى جانب «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية». وتعمل المبادرة يداً بيد مع عدد من المبادرات والهيئات الصحّية، بما فيها «الصندوق العالمي لمحاربة الإيدز والسلّ والملاريا» وبرنامج «البنك الدولي لجرعات ضبط الملاريا» والحكومات الوطنية للدول محط أنظار المبادرة ومنظمات متعددة الجنسية وغير حكومية ومؤسسات مختلفة. يذكر أن 250 مليون إنسان عالمياً كانوا مصابين بالملاريا عام 2008، وفقاً ل «منظمة الصحة العالمية»، كما أن مليون نسمة توفوا بسبب هذا المرض. ويعيش نصف سكان العالم في مناطق معرّضة لخطر الملاريا، في 108 دول وأقاليم، في حين أن غالبية حالات الملاريا تسجل في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وإلى حد أقل في آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا.