قتل تسعة أشخاص في مدينة كويتا غرب باكستان حين هاجم انتحاريون موالون ل «داعش» كنيسة كاثوليكة أثناء قداس أمس الأحد، وهو أول هجوم من نوعه يستهدف الأقلية المسيحية في إقليم بلوشستان المحاذي للمثلث الحدودي مع أفغانستان وإيران. وأعلنت الشرطة الباكستانية أنها قتلت انتحاريين اثنين قبل تفجير أحزمتهم الناسفة داخل الكنسية فيما نجح ثالث في الدخول إلى حرمها على رغم إصابته في تبادل إطلاق نار مع قوى الأمن. وأسفر تفجير الانتحاري حزامه الناسف عن مقتله وستة مصلين وجرح 56 آخرين. ووصف قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوه الهجوم على الكنيسة بأنه محاولة لبث الفتنة بين الباكستانيين. وتقطن أقلية مسيحية مدينة كويتا التي أتت إليها من الهند قبل استقلال باكستان، وانضم إليها آلاف من المسيحيين الآتين من إقليم البنجاب للعمل في قطاع الخدمات في مركز فيلق الجيش الباكستاني في كويتا. واتجهت أصابع الاتهام في الهجوم إلى فصيل من حركة «طالبان باكستان» بايع تنظيم «داعش» ويقيم قادته في الجانب الأفغاني من الحدود. وهذا أول هجوم يستهدف المسيحيين في كويتا التي شهدت عدداً من التفجيرات والهجمات الانتحارية التي استهدفت الأقلية الشيعية ووقف وراءها تنظيم «لشكر جنكوي». لكن هذا التنظيم لم يقم بأي عمل مسلح ضد الأقلية المسيحية في الإقليم. وبايعت فصائل متشددة محلية تنظيم «داعش» وفرعه المحلي الذي يعرف بولاية خراسان. وأعرب محللون عن اعتقادهم بأن التنظيم استهدف من الاعتداء إثبات وجوده في المنطقة، بعد الخسائر التي مني بها في كل من العراق وسورية فيما يخوض مقاتلوه معارك يومية مع القوات الأفغانية في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان. وكانت مصادر أمنية وديبلوماسية أعلنت أن مئات من مقاتلي التنظيم بدأوا يشقون طريقهم إلى أفغانستانوباكستان عبر الأراضي الإيرانية بالتعاون مع مهربين محليين، وأن مجموعات منهم وصلت إلى مدينة زهدان الإيرانية القريبة من الحدود الباكستانية- الأفغانية في طريقها إلى أفغانستان.