قُتل نحو 15 شخصاً، معظمهم أجانب، وجرح أكثر من 20 آخرين في انفجار قنبلة في مقهى بمدينة مراكش، أكد وزير الاتصال (الإعلام) المغربي خالد الناصري أنه «عمل إرهابي»، بعد تقارير متضاربه عن كونه انفجاراً عارضاً لأسطوانة غاز وأخرى عن كونه «إجرامياً». ووقع الانفجار صباح أمس في مطعم «أركانة»، وهو من أقدم معالم ساحة جامع الفناء التي وضعتها «يونيسكو» على لائحة التراث الإنساني، وأدى إلى تدمير جانب من الطابق الثاني الذي يقصده السياح لمشاهدة الساحة التي تكتظ بالزوار ليلاً وتزخر بالفرق الفولكلورية ومروضي الثعابين والباعة الشعبيين. وقالت وزارة الداخلية إن الأدلة التي جمعت من موقع الانفجار أكدت أنه ناجم عن انفجار قنبلة أوقع ضحايا من جنسيات مختلفة، بينهم 11 أجنبياً على الأقل، 6 منهم فرنسيون، بحسب التلفزيون الرسمي. وفور وقوع الحادث، تردد أن سببه انفجار أسطوانتي غاز بعد تسرب، لكن هذه الفرضية استبعدت بعد وصف وزارة الداخلية الحادث بأنه «عمل إجرامي»، ما يشير إلى كونه مدبراً، قبل أن يخرج وزير الاتصال ليعلن أنه «عمل إرهابي». ولم توجه السلطات أي اتهام لأي طرف بالضلوع في الانفجار، في انتظار استكمال التحقيقات. وأمر العاهل المغربي الملك محمد السادس بفتح تحقيق قضائي لمعرفة «أسباب وملابسات» الانفجار، وإخبار الرأي العام بنتائج التحقيق فوراً، «وفق ما يقتضي الأمر من شفافية في كشف الحقيقة والتزام سيادة القانون، وحفظ أمن الأشخاص وممتلكاتهم في ظل سلطة القضاء». وهذه المرة الثانية التي تتعرض فيها مدينة مراكش إلى اعتداء، ففي صيف عام 1994 اهتز فندق على وقع هجمات «إرهابية» أدت الى مقتل سائحين أجنبيين، وكانت من أبرز أسباب الأزمة التي أدت الى إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب. وسبق للسلطات المغربية أن فككت خلايا عدة على امتداد السنوات الماضية اتهمتها بأنها كانت تعتزم شن هجمات على مراكز سياحية وأمنية والتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية وأجانب.