تحتفي مملكة البحرين اليوم (الجمعة) 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري بالذكرى ال46 ليومها الوطني، في ظل قيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يقود بلاده نحو تحقيق تنمية استراتيجية شاملة. وشهدت مملكة البحرين منذ استقلالها عام 1971، نهضة شاملة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها من المجالات التنموية الأخرى، كما واصلت سياستها الخارجية التي تستند على توطيد العلاقات مع مختلف دول العالم شرقاً وغرباً ومد جسور الصداقة والتعاون مع مختلف شعوب العالم بما يعود بالنفع والخير على مواطنيها. واتجهت البحرين للتحرك في محيطها الإقليمي والدولي وإقامة علاقات متنوعة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع مختلف دول العالم، إذ ظلت السياسة الخارجية للبحرين على مدى تاريخها انعكاساً طبيعياً لشخصيتها، وعززت البحرين من دورها التاريخي والحضاري الذي قامت به خلال السنوات الماضية من تعزيز لعلاقاتها مع مختلف دول العالم، مؤكدة في هذا الإطار على أنها كانت ولا زالت مركزاً للتعايش الأمثل والسلام الدائم بين جيرانها منذ القدم. وعلى الصعيد العربي، أكدت البحرين دوماً أهمية تفعيل دور الجامعة العربية والتكامل العربي المشترك، والوقوف كتلة واحدة في وجه التحديات الآنية والمستقبلية بخاصة دعم الحق العربي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، من خلال مشاركاتها في جميع الاجتماعات والمؤتمرات العربية. وعلى صعيد علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، كانت البحرين وما زالت تؤكد على وحدة الهدف والمصير والمصلحة المشتركة ومساندة القضايا العادلة للدول الخليجية الشقيقة، ولا سيما عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وترجع العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين إلى الدولة السعودية الأولى (1745-1818م) فالدولة السعودية الثانية (1840-1891م)، ثم جاءت أول زيارة للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته - لمملكة البحرين ليزور الشيخ عيسى بن علي آل خليفة شيخ البحرين، حيث قوبل الملك المؤسس في تلك الزيارة بحفاوة بالغة من الشيخ عيسى، ودار حوار بين العاهلين، واستمرت إقامة الملك عبدالعزيز يومين كان خلالها موضع حفاوة وتكريم من الحكام والشعب على السواء. وبعد زيارة الملك عبدالعزيز بحوالى سبع سنوات، وفي 15 ديسمبر 1937م على وجه التحديد زار الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله، إذ كان في ذلك الوقت ولياً للعهد، البحرين، وتوالت الزيارات بين القيادتين في البلدين منذ توحيد المملكة العربية السعودية، مما يؤكد عمق هذه الروابط الأخوية بين القيادتين والشعبين، بخاصة أن العديد من العائلات البحرينية والسعودية تربطها علاقات أسرية ونسب. وتأتي الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين تجسيداً للروابط التاريخية بقدر ما تتجذر بينهما أواصر المحبة والإخاء، ففي السادس من ديسمبر الماضي قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بزيارة إلى مملكة البحرين، ليترأس وفد المملكة في الدورة ال37 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتشهد العلاقات المشتركة المميزة بين المملكتين على الصعيد السياسي قدراً كبيراً من التنسيق يصل إلى حد التطابق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية، إذ تترجم هذه العلاقات معنى الشراكة الحقيقية وتعميق التعاون في المجالات كافة، بما ينعكس إيجاباً على وحدة وتماسك الصف الخليجي والعربي، ولا سيما مع ما تمر به المنطقة العربية حالياً من تحديات بالغة الأهمية نظراً لما تمثله من أهمية «جيو استراتيجية» تتقاطع عندها الكثير من مصالح العالم الاقتصادية والأمنية والسياسية في ظل موقعها الاستراتيجي المهم.