أوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن هناك توجهاً لإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين للحديث النبويوأن هذا الأمر تحت النظر الكريم وتحت الدراسة الآن. وجواباً على سؤال عن تقييمه لتجربة مجمع الملك فهد وجهوده البارزة والواضحة على مستوى العالم الإسلامي في طباعة المصحف واستفادة الآخرين منها، قال وزير الشؤون الإسلامية: «إن مجمع الملك فهد كان ولا يزال وسيظل يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد والنائب الثاني، ووزارة الشؤون الإسلامية معتنية به، والمجمع له أمانه خاصة تعتني به أيضاً، فهو مركز عليه التركيز الكافي، ولذلك طبع المجمع إلى الآن نحو 270 مليون نسخة على مدى سنواته ال27». جاء ذلك في تصريح له عقب انطلاق البرنامج الثقافي لملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم، الذي تتواصل فعالياته حالياً بالمدينةالمنورة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وتأكيداً على أهمية المصحف الإلكتروني، قال: «إن الحاجة ملحة الآن ولا بد من العناية بالنشر الإلكتروني، والنص الموجود على الشبكة لا بد أن يكون نصاً يمكن الاقتباس منه إلكترونياً ويمكن الأخذ منه لضمان سلامة النص القرآني لأن النصوص القرآنية التي اعتنى بها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف راجعها عدد من العلماء ولجان من قراء، فمطمأن إلى سلامتها لذلك توجهنا إلى إمداد المحتاجين بنص القرآن إلكترونياً». وأضاف «أن عقد الملتقى جاء بهدف إبراز الدور البارز لهذه الفئة المهمة في تاريخ هذه الأمة ممن كتبوا المصحف الشريف، واعتنوا به فهؤلاء افنوا أعمارهم في تجويد كتابة المصحف وبقاء هذه المعالم الفنية لكتابه المصحف في تاريخ هذه الأمة، ولم يستعيضوا عنها ببقاء الطباعة، ولذلك نحن نرى أن أي طبع للمصحف يجب أن يكون عن نسخة خطية، فلا بد أن توحد نسخة خطية أولاً مراجعة، يراعى فيها الرسم العثماني، وتراعى فيها الدقة في تنسيق الحروف، وما إلى ذلك وبعد هذا يمكن طبعه». وأفاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن تشجيع خطاطي المصحف الشريف في العالم تمثل رسالة المجمع حتى يكون فيه قوة في كتابة المصاحف خطياً، لا سيما أن هذا من مأثور هذه الحضارة الإسلامية، ومأثور الأمة الإسلامية وجود مصاحف بخط القلم. ورداً على سؤال بشأن إقامة الملتقى سنوياً، قال: «الملتقى هذا عالمي في فكرته، واللوحات الموجودة فيه، وورش العمل التي عقدت والموقع الإلكتروني يغني عن كونه سنوياً، لكن قد يُتجه الاهتمام من خلال هذا الملتقى للخطاطين السعوديين، لأن الخطاطين السعوديين بحاجة إلى مزيد العناية بهم في الكتابة عامة وكتابة المصحف أو بعض آيات القران الكريم، فالملتقى فيه ورش عمل يستفيد منها الموهوبون اليوم من القامات العالية في الخط التي تشارك في هذا الملتقى، وذلك نوع من نشر الجمال جمال الفنون الإسلامية، والملتقى سيسهم في هذا المد الحضاري المهم». وعن مدى استفادة مجمع الملك فهد من تجمع خطاطي المصحف الشريف في العالم الإسلامي والعربي في المدينةالمنورة، والاستفادة من هذه الخبرات المتعددة، قال: «إن مجمع الملك فهد حاز الريادة في جماليات الخط، ووضع نسخة فريدة من المصحف الكريم بخط الخطاط المشهور الدكتور عثمان طه وطبع عنها مصحف المدينة النبوية، موضحاً أن مجمع الملك فهد لاحظ مثل ما جاء في التقارير أن هناك تبايناً في الاهتمام بخط المصحف وضعفاً في الجودة في أنحاء العالم الإسلامي، ولذلك جاء هذا الملتقى ليرفع مستوى من يكتب المصحف الشريف وليس الاستفادة منهم، وهو في الحقيقة الأكثر إفادتهم بتلاقح هذه الخبرات لأن فيه من يكتب جزءاً من المصحف، وفيه من كتب كاملاً، ولم يجوّد حروفه، فالخط علم كبير متنوع. وأوضح آل الشيخ أن مصحف المدينة النبوية صار له الريادة في جمال الخط ورسم الحروف على وفق أصول الخط المعتمدة، مفيداً أن الخط فيه مدارس متنوعة كالمدرسة العثمانية سابقاً، والمدرسة الشامية والمدرسة المصرية، والمدرسة الحجازية وغيرها، وأكد أهمية المحاضرات والندوات التي تصاحب المعرض في رفع مستوى جودة الخط العربي ونسخ المصاحف في العالم. وأكد سعي المجمع إلى إيصال ترجمات معاني القرآن الكريمة الصحيحة والموثقة الصادرة من المجمع إلى عموم المسلمين في أنحاء المعمورة، مشيراً إلى أن إنتاج المجمع من ترجمات معاني القران الكريم هو أكثر من إنتاج غيره، ولذلك هو سيحل محل الترجمات الأخرى لاطمئنان الناس بمرجعيته العلمية، وبقاماته التي تشارك فيه من جهة القراءات، ومن جهة ترجمة القران والعلماء الذين يترجمون ثم بعد ذلك تراجع.