الأحداث الأخيرة في البحرين والكويت وقبلها في العراق، كلها شواهد حية لتوجهات الملالي وأصحاب العمائم الحاقدة في إيران؛ الذين يرمون لتوسيع دائرتهم الفارسية، هناك الكثير من المثقفين فضلاً عن العامة، من لا يزال تنطلي عليه مزاعم «أسلمة» دولة إيران التي لا تقيم وزناً لدول الجوار، تحيك المؤامرات بحسب وجود أتباعها ولو بنسب قليلة في الدول المجاورة لها، نسمع فقاعات تنطلق بين الحين والآخر من قيادات وآيات إيران تسيء لهذه البلاد، قد يقول قائل؛ الإعلام العربي، خصوصاً الخليجي لا يود الحديث عن دولة إيران، وتناول مذهبها الرافضي، مراعاة للشيعة الذين في أوطانهم العربية والإسلامية، وهذا بلا شك كان في السابق ومن باب حسن النيات، أما الآن فقد انكشف القناع؛ وأزعم أننا كنا بذلك نرتكب الخطأ؛ لأننا أمام هذا الصمت، نعزز وحدة هؤلاء الشيعة العرب مع إيران، ما نجعلهم بذلك الفهم امتداداً لها، ونكرس ذلك، طالما وفرنا لهم هذا الغطاء، حتى باتوا قنبلة موقوتة، تحركها إيران متى ما شاءت، والحال تجسد ذلك. ومن وجهة نظري، فإننا كنا نستطيع قلب هذا الفهم ونسهم في إنارة الطريق لهم ونحذرهم من مغبة السير بلهف وراء هذا السراب من دون خوف، وهذا الرأي يتأتى بشحذ الهمم الوطنية المخلصة؛ لاسيما أن المهتمين في الشأن الإعلامي مع علماء الفرق والمذاهب والتيارات الفكرية المعاصرة المتعمقين بدرس الفكر الشيعي عامة إيران تلبس عباءة هذا التشيع؛ لتحقيق أهدافها التوسعية على حساب دول الجوار، وهي بذلك تحاول أن تستغفل الشيعة العرب في أوطانهم، ليكونوا تكئة لتحقيق أهدافها، والتاريخ يشهد بذلك، لأن إيران في الأساس دولة متعصبة لإحياء العرق الفارسي، وهي تكره الشيعة العرب؛ لأنهم عرب، ولو كانوا على مذهبها وملتها، فيجب التفريق بين الرفض والتشيع، فهناك فرق شيعية معتدلة لا غلو فيها وليس بينها وبين أهل السنة عداء، بل إن العداء الحقيقي مع الرفض الصفوي المجوسي، لأن الانتماء العرقي هو الذي يحدد المصير، فالشيعة في الوطن العربي هم شيعة عرب مخلصون لأوطانهم وقياداتهم من دون ريب، أما شيعة إيران؛ فهم شيعة رفض صفوي مجوسي، وشتان بين هؤلاء وأولئك. فهل وعى الشيعة العرب ذلك وتنبهوا لخطورة الرفض الإيراني؟ بالتأكيد يلزمهم ذلك، لكي لا تلحق بهم أي شبهة، وأصحاب الكلمة فيهم والعقلاء منهم لا شك أنهم مدركون جيداً لهذا الفهم، وحري بهم التنبه لخطر هؤلاء الرفّض المجوس - عليهم قبل غيرهم - وأن يقفوا على حقيقة أسباب «نكبة البرامكة» - ولماذا قضى الخليفة العباسي هارون الرشيد على هذه الأسرة البرمكية المجوسية عن بكرة أبيها؟! وهي التي قال فيها الأصمعي: إذا ذكر الشرك في مجلس أضاءت وجوه بني برمك وإذا تليت عندهم آية أتوا بالأحاديث عن مزدك وكذلك سيرة مؤيد الدين بن العلقمي ونصير الدين الطوسي المخادعة، وقبلهم فيروز أبو لؤلؤة المجوسي، وأن يكرسوا ولاءهم لأوطانهم؛ فالتاريخ كله دروس وعبر. جدير بالشيعة العرب في الخليج خصوصاً والمنطقة العربية بشكل عام؛ قراءة ذلك جيداً والتنبه لخطورة إيران الفارسية وآياتها وزعمائها؛ الذين أصابهم الهوس وفقدان التوازن، وباتوا يتصرفون كالحرباء؛ جراء ما تعيشه بلادهم من اضطرابات سياسية؛ يريدون تجييرها للمملكة العربية السعودية خصوصاً، ودول الخليج عموماً، التي تعيش أمناً واستقراراً لا نظير له ولله الحمد. [email protected]