دشن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل مساء أمس معرض جدة الدولي للكتاب، المقام على شط أبحر. وكرم بحضور محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ونائب أمير المنطقة الأمير عبدالله بن بندر، ووزير الثقافة والإعلام عواد العواد، وعدد من المسؤولين، الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي، وتسلم درع التكريم ابنه محمد، إضافةً إلى 6 شخصيات تقديراً لدورها الكبير في صناعة النشر والتأليف وقضايا الكتاب والثقافة، وهم الدكتور أحمد الضبيب، والدكتور عباس طاشكندي، وتسلم درع التكريم نيابةً عنه ابنه خالد، والدكتور يحيى بن جنيد، وعبد الرحمن المعمر، والدكتورة هدى العمودي، والأديب خالد اليوسف، إلى جانب الجهات الراعية للمعرض. وتجول الأمير خالد الفيصل ومرافقوه بين أجنحة المعرض، واستمع إلى شرح مفصل عن عدد من الأجنحة والفعاليات المقامة، وافتتح جناح التعليم واستمع لقصيدة ترحيبية من مجموعة من الأطفال، كما زار معرض الاتحاد الأوروبي، وأبدى إعجابه بمدى الجاهزية التي وصل إليها المعرض، وناقش المسؤولين عن المعرض حول عدد من التفاصيل، مشيراً إلى وجوب الاهتمام بها والتي عادةً ما تقود إلى النجاح، ليكون استمراراً لنجاح المعرض في العامين السابقين. وعلى هامش الافتتاح قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عوّاد العواد إن معرض جدة الدولي للكتاب يشهد فعاليات كبيرة لهذا العام، مشيراً إلى مشاركة 42 دوله في المعرض. وأضاف أن المعرض لم يقتصر على الجانب الأدبي فقط، بل يشهد فعاليات ومشاركات أخرى متنوعة تتمثل في لوحات تشكيلية وصور فنية من عدد من الدول، مثل اليابان والولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول المشاركة في المعرض. وأكد العواد أن معرض جدة يظهر مختلفاً لهذا العام، خصوصاً في ما يتعلق بالفعاليات والمشاركات الدولية. من ناحية، يحرص المعرض هذا العام على مواكبة المستجدات في ما يتعلق بالكتاب بالدرجة الأولى والخروج من القوالب النخبوية الجامدة باستيعاب التجديد في أسلوب تلقي المحتوى المعرفي لتحقيق أهداف المعرض الثقافية، من خلال رفع معايير اختيار دور النشر بالاعتماد على الحداثة وعدد الإصدارات، إذ من المفترض أن يستقبل المعرض نحو 500 دار نشر من مختلف دول العالم حملت معها في رحلتها إلى السعودية نحو3.5 مليون كتاب لتضعه بين أيدي زوار المعرض. وشمل التنوع الذي تهدف إدارة المعرض لخلقه ما هو أبعد من دور النشر والكتب المطبوعة، إذ أكد المشرف على الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن العاصم أن المعرض يهدف إلى استيعاب الكتاب الإلكتروني، الوافد الجديد على المكتبات، ورفع حجم استهلاكه داخل السعودية، وإتاحة الفرصة للناشرين الرقميين للمنافسة في استقطاب القارئ. وتنوع معرض هذا العام لم ينحصر على صعيد الكتاب، بل امتد إلى جدول أنشطة المعرض، الذي حمل في برنامجه خليطاً من العروض السينمائية والأمسيات الشعرية والندوات الثقافية ومعارض الفنون التشكيلية، التي من شأنها أن تقدم تجربة فريدة لزوار المعرض، وترفع مستوى الإثراء، وتجعل من زيارة المعرض نشاطاً أسرياً فريداً يحقق شكلاً من التكامل في جدول زيارتهم للمعرض. ويفتتح الاتحاد الأوروبي قائمة الأنشطة الثقافية المقامة داخل المعرض بعرض خمسة أفلام قصيرة، إضافة إلى 60 لوحة تشكيلية تحكي صوراً من التراث الإسلامي، إضافة إلى 16 أخرى ستشارك بها تركمانستان في خانة الفنون التشكيلية، وبرامج أخرى كورشة الخط الياباني والعروض الموسيقية الأميركية، وعروض «الأكروبات»، والأفلام القصيرة الصينية، وغيرها من الأنشطة التي من شأنها أن تحقق أكبر قدر ممكن للاستفادة من المعرض كفرصة للتلاقح والتبادل الثقافي العالمي. وجسد المعرض، الذي اتخذ من عبارة «الكتاب حضارة» شعاراً لنسخة هذ العام، هذه الصورة الحضارية بالتكريم الذي حظي به مساء أمس، عدد من الأعلام الثقافية لإسهاماتهم على الصعيد المعرفي والثقافي والفني، ويأتي على رأسهم الراحل إبراهيم خفاجي، الذي وافته المنية في الفترة القصيرة الماضية، ويأتي تكريمه نظيراً لإسهاماته الشعرية والموسيقية، التي أثرت الأغنية السعودية، إضافة إلى الدكتور أحمد الضبيب، والدكتور عباس طاشكندي، والدكتور يحيى بن جنيد، والدكتورة هدى اليوسف، والأديب عبدالرحمن المعمر، والقاص والروائي خالد اليوسف. يذكر أن المعرض تزيد مساحته الإجمالية على 35 في المئة عن العام الماضي، بهدف توسيع نطاق المعروض والأنشطة، إضافة إلى المساحة الخارجية المخصصة للسيارات والتي تتسع ل2400 سيارة ولمواقف ذوي الاحتياجات الخاصة، وقام على تجهيز المعرض نحو 200 عامل ضمنوا أن يكون المكان جاهزاً ليلة ال14 من كانون الأول (ديسمبر) لاستقبال زوار، وضعوا قوائمَ لكتبهم على مدى عامٍ ليبتاعوها من المعرض في هذا اليوم.