أعلن مسؤولون في دكا أن بنغالياً نفذ هجوم نيويورك قبل أيام متأثّراً بخطب وكتابات واعظ إسلامي متشدد، مستدركين ان لا أدلة على ارتباطه بجماعات متطرفة. وكان مدعون اميركيون وجّهوا الثلثاء اتهامات اتحادية لعقائد الله (27 سنة) ب «دعم تنظيم ارهابي» و «استخدام اسلحة دمار شامل» و «وضع قنبلة في مكان عام»، بعدما فجّر قنبلة أنبوبية في نفق للمشاة يربط ساحة «تايمز سكوير» بمحطة «بورت أوثوريتي» للباصات في ساعة الذروة صباح الإثنين الماضي، ما ادى إلى إصابته بجروح بالغة وجرح ثلاثة آخرين، بينهم شرطي، اذ إن القنبلة انفجرت جزئياً. وقال المدعي الفيديرالي في مانهاتن جون كيم ان المنفذ «اختار المكان والتوقيت من اجل حصد اكبر عدد من الضحايا»، وهو معرّض للسجن المؤبد وربما الإعدام. وأضاف ان عقائد الله الذي وصل الى الولاياتالمتحدة عام 2011، بتأشيرة لمّ شمل عائلي بواسطة عمّه الأميركي الجنسية، بدأ عملية تطرف ذاتي عام «2014 على الأقل»، عندما بدأ يشاهد مواد دعائية لتنظيم «داعش» على الإنترنت، بما في ذلك تسجيل مصوّر يوجّه المؤيّدين بتنفيذ هجمات في بلدانهم، إذا لم يتمكنوا من السفر خارجاً. وتابع انه «اعترف بالوقائع» في المستشفى وأقرّ بأنه «فعل ذلك لمصلحة التنظيم»، اذ اراد الانتقام من غارات اميركية على «داعش»، خصوصاً في سورية، والتنديد بسياسة واشنطن في الشرق الأوسط. وذكر محققون ان عقائد الله بدأ قبل عام البحث عن كيفية صنع مادة متفجرة، وباشر «قبل اسبوعين او ثلاثة» جمع المعدات اللازمة لصنع قنبلة بدائية (أطواق كهربائية وبطارية 9 فولت ومسامير)، تولى تجميعها في شقته في بروكلين، وحيث عثرت الشرطة على مذكرة كُتب فيها «يا اميركا موتي بغيظك». وقبل تفجير القنبلة الإثنين، كتب على موقع «فايسبوك» «ترامب فشلت في حماية بلدك»، في اشارة الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. الى ذلك أعلن جون ميلر، نائب مفوّض الشرطة لشؤون الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في شرطة نيويورك، أنها ستجري مراجعة فورية وأخرى متعمقة ل «التفجير الانتحاري» الفاشل في «وسيلة مواصلات مكتظة» في المدينة، لاكتساب خبرات عن كيفية التعامل مع هجمات مشابهة. وأضاف أن الشرطة ستعدل الخطط الأمنية لاحتفالات رأس السنة التي يحضرها حوالى مليون شخص في ساحة «تايمز سكوير»، مشيراً الى أن سكان نيويورك وزائريها سيلاحظون انتشار الشرطة بأعداد أكبر في وسائل المواصلات العامة والأماكن التي تشهد تجمّعات. في دكا قال منير الإسلام، قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة، إن عقائد الله طلب من زوجته في بنغلادش قراءة كتابات مولانا جاسم الدين الرحمن، والاستماع إلى خطبه. والرحمن هو زعيم مجموعة محظورة تسمّى «فريق أنصار الله بنغلا»، اتُهمت بتنفيذ عمليات قتل وهجمات على أكاديميين علمانيين ومدوّنين ملحدين في البلاد. ويمضي الرحمن حكماً بسجنه، بعد ادانته بالتورط بتلك العمليات. وأشار منير الإسلام إلى أن زوجة عقائد الله أبلغت محققين لدى استجوابها أن زوجها ناقش معها كتابات الرحمن، خلال زيارته الأخيرة الى بنغلادش في أيلول(سبتمبر) الماضي. وأضاف قائد وحدة مكافحة الإرهاب أن بلاده «جمعت أدلة ومعلومات» من زوجة عقائد الله ووالديها، مشيراً إلى أنها «لم تجد في بنغلادش أي صلة» بشركاء أو ب «جماعات إرهابية». وتابع أن عقائد الله عاد إلى بنغلادش لزيارة عائلته، في أيلول الماضي، وقضى معظم وقته في المنزل مع طفله (6 أشهر)، من دون أن يختلط أو يلتقي بأيّ من أقاربه أو أصدقائه في البلاد. وزاد: «نبحث عن معارف له، ممّن ارتادوا الكلية أو المدرسة معه. نبحث عنهم ولم نعثر على أيّ منهم بعد». وذكر صديق للعائلة أن الزيارة دامت شهراً، لافتاً إلى أن عقائد الله كان يؤدي صلواته الخمس في المسجد. ويخضع أقارب منفذ هجوم نيويورك لمراقبة ولن يُسمح لهم بمغادرة دكا من دون إذن من الشرطة، وليس لدى أيّ منهم جواز سفر. وقال منير الإسلام إن بنغلادش أبلغت أجهزة أمنية أميركية بما لديها من معلومات عن عقائد الله، على رغم عدم إجراء تحقيق مشترك في الحادث. وأضاف في إشارة إلى الأميركيين: «لست واثقاً إن كانوا سيرسلون أي طلب رسمي لإجراء تحقيق أو تقصّ. إذا فعلوا ذلك سنستجب للطلب، لأننا أعطينا الأمر أعلى أولوية ممكنة، إذ ننتهج سياسة لا تقبل الإرهاب».