زارت «الحياة» ثانوية أبي زيد الأنصاري لتحفيظ القرآن الكريم في مكةالمكرمة التي شهدت حادثة مقتل معلم القرآن الكريم، حيث التقت بمدير المدرسة ووكيلها والمعلمين والطلاب الذين اعتذروا عن التحدث حول الحادثة، مشيرين إلى أن القضية بيد رجال الأمن. كما اعتذرت أسرة القتيل عن التحدث، نظراً لتأثرهم البالغ بموت ابنهم، وانشغالهم بما أصابهم، غير أن أحد زملاء الفقيد من المعلمين (فضل عدم ذكر اسمه) قال ل«الحياة»: «لقد تزاملت مع الفقيد فترة طويلة وكان صاحب أخلاق إسلامية فاضلة، لا نسمع منه إلا الكلام الطيب، ومساعدة الآخرين». وأضاف: «نزل خبر وفاته علينا كالصاعقة»، شارحاً تفاصيل الحادثة بالقول: «في وقت الفسحة المدرسية وبينما كان الفقيد في بهو مبنى المدرسة من الداخل، دخل شخص لم أشاهده من قبل وسأل عنه، ولما شاهده هرول إليه فأخذه المجني عليه بالأحضان فرحاً برؤيته، إلا أن الجاني باغته بإطلاق النار عليه في صدره فسقط على الأرض، وخلال محاولتنا إسعافه صرخ الجاني قائلاً «لا تسعفوه، أتركوه يموت وأخذ يهلل ويكبر، ثم توجه إلى مكتب المدير وجلس، وقال اتصلوا على الشرطة». وتابع: «حاولنا نحن زملاؤه كذلك نقله إلى المستشفى لكن الشرطة رفضت، وقالت إن هذا من اختصاص الهلال الأحمر الذي تأخر كثيراً في الوصول». أما صديق الفقيد عضو المجلس البلدي ورئيس مركز حي العتيبية في مكةالمكرمة عبدالله بن راشد الراشد فقال: «عرفت الفقيد منذ زمن طويل، وكان صاحب أخلاق فاضلة يندر وجودها في هذا الزمن، ويحب أعمال الخير ويسعى إليها، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وكان كثيراً ما يسهم معنا في أعمال البر والإحسان، ويدلنا على الفقراء والمعوزين، وجميع الأعمال الخيرية كبناء المساجد والأربطة الخيرية والصدقات وخلافها، وقد فجعت بوفاته ولكن هذا قضاء الله وقدره». فيما قال صديق الفقيد عاطف عبدالحفيظ منشي: «عرفته محباً لأعمال الخير والبر والإحسان سباقاً لها ابتغاء الأجر والمثوبة من الله عز وجل، وكنت زاملته في الجامعة وكان نعم الزميل والصديق الذي يعينك على الخير ويناصحك، وكان رجلاً متسامحاً حريصاً على العلم الشرعي ونشره بين المجتمع، وأعتقد أن من أقدم على قتله إنسان لا يحمل ذرة عقل». أما صديق المعلم المجني عليه زامل محمد سالم الأحمدي فقال: «عرف عن الفقيد حبه لأعمال الخير والبر والإحسان وتسخير كل وقته من أجل ذلك، كما عرف بأخلاقه الفاضلة ومحبته للجميع، وقد فجعنا بوفاته التي جاءت بهذه الطريقة المفجعة، نسأل الله أن يتقبله من الشهداء وأن يغفر له ويدخله فسيح جناته». يشار إلى أن المعلم الذي قتل في مدرسته وأمام طلابه أول من أمس في مكةالمكرمة على يد أحد أقربائه، يعمل أيضاً إماماً وخطيباً لمسجد الإصلاحية في مكةالمكرمة، وكان محبوباً بين نزلاء السجن ومنسوبيه. وقالوا ل«الحياة» إن مصيبتهم كبيرة بفقده، وأنهم يشعرون أنهم فقدوا قطعة من أنفسهم لما تربطهم به من محبة وصداقة.