اعطى السماح لعشرة مصارف اميركية برد ودائع فيديرالية، او ما سمي ب»اموال انقاذ»، حجمها 68 بليون دولار دفعة لاسواق الاسهم على جانبي الاطلسي. ما ساهم بخفض سعر صرف الدولار قليلاً امام سلة عملات رئيسية. كما ساعدت نجاة غوردون براون من خطر ابعاده عن زعامة حزب العمال ورئاسة الحكومة البريطانية في اعطاء اسواق القطع في لندن دفعة ساهمت في اعادة البريق الى مسيرة الجنيه الاسترليني الذي ارتفع امس ثلاث بنسات امام الدولار والى 1.16 يورو والى 158 يناً. وكانت وزارة الخزانة الاميركية اعلنت اجراءاتها بالنسبة الى المصارف العشرة من دون ان تسميها، لكن عُرف منها «جي بي مورغن» و»اميركان اكسبرس» و»غولدمان ساكس» و»مورغن ستانلي» و»بنك اوف نيويورك ميلون» و»يو اس بنكورب»، والسماح لها بشراء حصص الحكومة فيها، ما يعني دفع القروض التي ساعدتها خلال ازمة الائتمان والتخلص من وصاية الدولة او ما وصف بانه «التأميم الجزئي»، الامر الذي ما سيمنحها بعض الحرية في اختيار مسؤوليها التنفيذيين وكبار وسطاء السوق. وقال وزير الخزانة تيموتي غاينتر، في بيان، «ان دفع الديون مؤشر مشجع على ان الازمة في طريقها الى النهاية». واشارت وزارة الخزانة الى انها استعادت ما يصل الى 70 بليون دولار من الاموال التي اقرضتها الى الجهاز المصرفي وقطاع التأمين وبعض المؤسسات المالية، وانها حققت عائداً على الاموال وصل الى 4.5 بليون دولار من بينها 1.8 بليون دولار من المصارف العشرة. ويأتي دفع القروض بعد نحو ثمانية شهور من بداية ازمة، بدأت مع افلاس «ليمان براذرز» في 15 ايلول (سبتمبر) الماضي، كادت تعصف بالنظام المالي الدولي وتهدد باشاعة الاضطراب والمآسي في مختلف انحاء العالم. وحصلت تسعة مصارف في حينه على 125 بليون دولار من بين 700 بليون دولار خُصصت كحزمة للاستقرار الاقتصادي. وحتى مساء امس لم يتأكد ما اذا كان «سيتي غروب»، وفيه مصالح عربية، من بين المصارف العشرة على رغم ان وضع المجموعة معقد. ومع ان «بلومبيرغ» اعطت صورة مشرقة لانعكاسات دفع «اموال الانقاذ» الا ان صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت على موقعها الالكتروني ان المصارف «لن تتخلص نهائياً من الرقابة الحكومية على عملياتها لأنها ستضطر الى التأمين على الاوراق المالية التي ستصدرها الى الزبائن الذين ضخوا الاموال لرد القروض الحكومية». وتأمل ادارة الرئيس باراك اوباما بان «تساعد هذه الخطوة في اشاعة الاستقرار واعادة الثقة الى الاسواق»، ما يعني ان برنامجها المالي بدا يؤدي دوره... كما ان استعادة هذه المبالغ يمكن ان يساعد في تخصيصها للانفاق في مجالات اخرى ما يحرك الدورة الاقتصادية بسرعة اكبر. ومع ان الاسواق ارتفعت فور الاعلان عن الاجراء الاميركي الا ان المتعاملين ما لبثوا ان فقدوا حماسهم بانتظار اتضاح مردود الاجراء ولمعرفة الاجراءات التي اتبعت فيه ومن ثم تبيان العلاقة الجديدة بين اجراءات التأمين الحكومية واهلية المصارف للتصرف في ضؤ الالتزامات الجديدة. وستُصدر وزارة الخزانة اليوم بيانات تحدد فيها السقف الاعلى لمكافآت المديرين التنفيذيين للمصارف التي لا تزال خاضعة لبرنامج الانقاذ او التي لم تدفع كامل ديونها. يُشار الى ان مؤشر «ستاندارد اندبورز 500» الواسع النطاق ارتفع بنسبة 49 في المئة في الشهور الثلاثة الاخيرة وبلغ امس 930 نقطة.