«الوفاء من أهل الوفاء دائماً يكون جميلاً»، بهذه الكلمات اختصر النجم الدولي السابق في نادي الشباب والنصر والمنتخب السعودي عبدالله الواكد ما يقوم به رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ، وكذلك إسهام بعض اللاعبين في شراء تذاكر من أجل الوقوف مع لاعبين قدامى أو مع أسرهم، ليتناول في حديثه ما يتعلق بجانب نادي الشباب والمنتخب السعودي، وكذلك الهلال، في هذا الحوار لماذا اعتذرت من العمل في الشباب في إدارة الفريق؟ هل هو خوف أم ماذا؟ - على الإطلاق! ليس خوفاً وليس هرباً من المسؤولية، وإنما بسبب الظروف الخاصة فضلت الاعتذار، لأنني إذا ما قبلت المهمة توجب علي أن أعمل فيها بكل جهدي. وبصراحة أنا بودي أن أعمل وأحضر مع الشباب وأقدم ما أستطيعه، ولكن هناك أمور لا يمكنني أن أشرحها؛ لماذا اعتذرت؟ وليعلم الجميع أنني لست أنا من يهرب من المسؤولية، وبالعكس فأنا أتمنى أن أرد الجميل إلى النادي، والدعوة التي قدمت لي أعتز بها ودليل على أن الثقة موجودة، وأنا اعتذرت عن هذا الوقت، ومستعد للعمل في وقت أفضل. لماذا يمر كل هذا بالشباب؟ ولماذا تراجع مستواه ونتائجه؟ أو بمعنى أوضح ما الذي يحدث في الشباب؟ - هناك عوامل كثيرة تسببت في ما يمر به الشباب، فهناك عوامل تساعدك في النجاح، وكذلك عوامل تجعلك تفشل، فالثقة التي أعطيت لسامي الجابر بصفته مدرباً كانت يرافقها وعود بتقديم ما يحتاج إليه والتعاقدات المميزة، ولهذا كل هذه العوامل، سواء أكانت لاعبين أجانب أم جهازاً فنياً أم لاعبين محليين وإدارة، كلها عوامل تساعد في النجاح، وتراجع أي منها يؤثر في النجاح وفي بقية العوامل، ومع أن الشباب كان في الموسم الماضي في وضع أصعب، قلنا في هذا الموسم سيكون أفضل وأقل مشكلات، بعد سداد بعض المبالغ والالتزامات، وأعطي المدرب الثقة، ولكن أحياناً اختيار اللاعب الأجنبي والمحلي لا يكون وفق الإمكانات التي يتطلع إليها الفريق. لمازلنا نريد أن نتعرف أكثر على أوضاع الشباب، فهل تفصل الحديث؟ - على سبيل المثال، إذا أردت أن تبدأ الموسم الجديد، فيجب أن يتوفر لديك البدلاء، تحسباً لأي ظروف قد يمر بها الفريق، ولكن ما رأيناه في هذا الموسم أن الفريق يلعب بكل قوته من بداية المباراة حتى نهايتها ولا توجد لديه أي حلول بديلة في الاحتياط، ولا توجد لديه خيارات، ولهذا أصبح الوضع سيئاً، وبهذه الصورة، وأنا هنا لا أحمل اللوم للجهاز الفني، فلربما يكون في أربع مباريات بقيادة كارينيو، ولكن ما يوجد لديه من لاعبين لم يخترهم هو نفسه، ولهذا أعتقد أن المشكلات عصفت بالفريق، أضف إلى ذلك الثقة التي لدى اللاعب، لا أعتقد أنها تتناسب مع وضع الفريق، ومن وجهة نظري الحديث الآن يجب أن يختلف، وما حدث من مشكلات يجب عدم الوقوف عندها والحديث عنها، بل معالجتها، وهنا يجب أن أتناول موضوعاً مهماً وهو تغيير مجلس الإدارة وتغيير جهاز الكرة الإداري، وبهذه الكيفية التي مرت على الشباب فهذا أمر بكل تأكيد سيكون مؤثراً في شكل سلبي، وأعتقد أن العوامل والأخطاء الفنية في المرحلة الماضية كانت واضحة وكثيرة، وأقصد أنه هناك كانت أخطاء فنية من اللاعبين، اجتمعت مع ما سبق، وكانت هذه النتيجة التي نشاهد فيها الشباب، سواء أكانت أخطاء فردية أم تغييرات المدرب وأخطاء إدارية، وحتى على مستوى التعاقدات واللاعبين السابقين، ولهذا كنا نرى أن بعض اللاعبين وكأنهم ضمنوا بقاءهم في الفريق في أية ظروف، وعلى سبيل المثال الحارس وليد عبدالله، كان في إمكان الشباب الاستفادة منه أو من العويس، وكان في الإمكان حل مشكلة أحدهما، وأنا لا أريد أن أقول إلا أننا كلنا نتحمل هذا الإخفاق، وأعني من لعب في الشباب وكان في حاجة إليه. وما الحل الآن بعيداً عن تناول تفاصيل الأخطاء؟ ومن المتسبب فيها؟ - الحل أولاً، كما أشرت، في إيجاد البدلاء، والآن المدرب كارينيو عليه العمل بكل قوة وأن يقدم ما لديه لتوليف قوة، ويستفيد من الأسماء الموجودة عنده، وطالما أن الفريق استطاع أن يحصل على نقطة من أمام الهلال، الذي لم يخسر، فهذا يعني أن في الشباب قدرة على تقديم مستوى قوي، و على رغم أنه يعتبر في المنطقة الدافئة في الوسط، فإننا الآن ننتظر أن يقدم المدرب الأمور الفنية، وبعدها نفكر في فترة التعاقدات الشتوية والتعاقد مع عنصر مميز، وأن نستقطب لاعباً أو أكثر محلياً، بمعنى أن الشباب يحتاج إلى عمل فني بحت وإداري بحت لإنقاذه، وعلى سبيل المثال الشباب عودنا أنه أفضل فريق يلعب على الأطراف، ولدينا أمثلة كثيرة مرت على الشباب، وعلى مستوى الدفاع يجب إعادة تنظيمه، ويكون لنا مدافع قائد وقدوة، ومحور من نوعية فرناندو، ولا بد من التغيير في الفريق، كعناصر أجانب ومحليين مميزين يخدمون الفريق ويجب التفاوض معهم من طريق أنديتهم من الآن، وعلى العموم فمثل هذه الأمور يجب أن تحدد بحسب حاجات الفريق والمدرب، وأنا أتكلم من وجهة نظري، التي أراها، وأعتقد أن أبناء الأمير خالد بن سلطان، وهم من يسيرون النادي، قادرون على توفير حاجات المدرب في الفترة المقبلة، مع العلم أننا لا نعرف هل سيستمر أم سيغادر، وعلى العموم الشباب يحتاج إلى عمل قوي وجبار، ولا مدير كرة ولا لاعب ولا إداري بإمكانه أن يحل هذه الأمور، بل على الجميع أن يتكاتف لتجاوز كل هذا بالدعم المادي وغيره. ماذا عن المنتخب السعودي من مارفيك لباوزا، والآن الأرجنتيني خوان؟ ما هو تعليقك؟ - من وجهة نظري أن الاستقرار مهم للغاية، حتى وإن كانت هناك أخطاء، وكان استقرار مارفيك مهماً لنا، وكنا نبحث عنه، وإن حسبناها على النتائج فنتائجه معنا كانت مرضية، واكتسبنا لاعبين في الفترة الماضية، وتعتبر مكتسبات كثيرة، ومنها مراكز متقدمة في التصنيف في «فيفا»، وبصراحة الجهاز الفني جيد، ولكن كانت هناك مشكلة معه في عدم رغبته في البقاء والمكث في المملكة فترات طويلة، وربما تكون هناك أمور لا نعرف بها، وبحسب متابعتنا، كان توجه المسؤولين إلى أن يرجع لإكمال مسيرته، ولكن ربما كانت هناك خلافات على بعض الأمور، ومهما كان المدرب فلا يجب أن يأخذ كل الصلاحيات منفرداً بها، بل تناقشه وتضع ما يحميك ويحمي حقوقك في العقد، وعلى العموم تم التعاقد مع باوزا، وجاءت إقالته سريعة، وكان هناك عدم رضا عنه في شكل واضح في الفترة السابقة، أما المدرب الحالي فهو اسم كبير، وفي كل مرة يذهب إلى أية جهة نجد أنه يطور في أداء المنتخبات التي يشرف عليها، ولدينا الفرصة للتعرف على عمله والاستعداد معه، وفي العموم فإن كان هناك خطأ فقد تم تداركه قبل فوات الأوان، وهناك منتخبات عالمية مرت بما نمر به وتجاوزت تلك الظروف، وفي العموم أعتقد مثلاً أن باوزا أثر فيه عامل السن، وسبق أن عملت معه في النصر، 2010 على ما أعتقد، ونحن في نهاية 2017، وحينها كان كبيراً في السن، فما بالك الآن؟ ونحن في كأس العالم نحتاج إلى مدرب يصحح بعض الأخطاء التي نقع فيها، ولا بد أن يكون العطاء أضعاف ما قدم في التصفيات، ولا بد من تصحيح المسار للاعبين والطريقة التي يلعب بها، وأعتقد، كما أشرت، تم تدارك الخطأ وتم التصحيح، ولدينا الوقت لتجهيز ما نريده. وكيف تنظر إلى ما يحدث على مستوى الرياضة السعودية والهيئة منذ أن تولى تركي آل الشيخ رئاستها؟ - بصراحة هناك قرارات اتُّخذت صبت في شكل كبير ومباشر في مصلحة الكرة السعودية، ونجد أن الدعم كبير للغاية، وتحديداً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وكذلك أعطيت الصلاحيات الكبيرة لرئيس الهيئة تركي آل الشيخ، وبصراحة مع الذهاب إلى كأس العالم نجد أن الدعم الكبير، الذي تقدمه حكومتنا للمنتخب، أمر لافت للنظر، وهناك قرارات في تكريم لاعبين ومدربين، وهذا كنا ننتظره وينتظره الجميع، ورأينا وقفات صادقة وإنسانية مع أسماء رياضيين قدموا كثيراً للوطن، واليوم يتم الوقوف معهم، وهذا أمر إيجابي ويحسب للهيئة ورئيسها، ومع هذا أعتقد أن لدينا أندية أيضاً يجب أن يتم حلها، ونتمنى استمرار ما بدأت به الهيئة، ونتمنى التوفيق لكل من يريد أن يقدم ما تستحقه رياضاتنا، وحتى على مستوى التكريم، أعتقد أنه كان من المنتظر أن يكون هذا دور الأندية في تكريم اللاعبين، الذين خدموا أنديتهم قبل أن يخدموا المنتخبات، وليس بالضرورة أن يكون التكريم مبالغاً فيه، وإن كنا نشكر الهيئة على المبادرة، وكذلك نشكر اللاعبين، الذين يسهمون في الوقفة الصادقة مع لاعبين قدامى ومع أسرهم، كما رأينا من حسن الراهب وغالب وغيرهم من اللاعبين، والوفاء من أهل الوفاء دائماً يكون جميلاً، وعلى العموم الآن الكل سيحصل على حقه بالطرق القانونية والرسمية وبتنظيم. ماذا عن خروج الهلال من الآسيوية وخسارته البطولة؟ - الهلال، بكل أمانة، خسر أمام فريق أوراوا بسبب إضاعته الفرصة في لقاء الرياض، ومن وجهة نظري هي مسؤولية يتحملها مدرب الهلال، بحسب ما شاهدناه، والهلال في الموسم الماضي وهذا الموسم يقدم مستويات مميزة ونتائج مميزة، وقبل لقائه مع أوراوا لم يكن يعاني من شيء، وخسارتهم إدواردوا أعتقد كانت سبباً مهما في هذه الخسارة، واعتماد الفريق والمدرب عليه جعل الهلال يدفع الثمن، وللأسف! وكيف رأيت ردود الفعل، بعد خروج الهلال، وما يعرف بالطقطقة عليه؟ -هذا أمر يحدث حتى في أوروبا، عندما يخسر فريق تجد مشجعي الفرق الأخرى، سواء المنافسين له أو غيرهم، تكون لهم ردود فعل، وطالما أن الأمر لا يمس الكرامة والأمور الخاصة فلا أعتقد فيها أية مشكلة، وهذه الأمور التي تصاحب خروج فريق أو خسارته بطولة هي أمور واردة الحدوث، ولكن بعيداً عن العنصرية وبعيداً عن تجاوز الحدود المسموح بها، وبالتالي وسائل التواصل مليئة بكل شيء، ولكن الأهم أن يكون الأمر بعيداً عن الإساءات الشخصية، وعلى العموم هناك عقوبات تطبق على من يسيء.