قالت المعارضة السورية المسلحة وشهود إن قوات الجيش السوري وفصائل مدعومة من إيران صعدت بدعم جوي روسي حملة عسكرية ضد قوات المعارضة في محافظة حماة الشرقية، تمهيداً لهجوم صوب معقل المعارضة في محافظة إدلب في شمال غربي سورية، وأضافوا أن عشرات من الغارات الجوية التي يُعتقد أن طائرات روسية شنتها في شكل أساسي خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية استهدفت قرى وبلدات تسيطر عليها المعارضة في ريف حماة الشمالي الشرقي والمنطقة الجنوبية من محافظة إدلب. وأفادت «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) وبعض فصائل «الجيش السوري الحر» التي تسيطر على تلك المناطق بأنها أرسلت تعزيزات لاسترداد سلسلة من القرى في ريف حماة الشمالي الشرقي قرب بلد الرهجان التي أعلن الجيش السوري في وقت سابق السيطرة عليها بعد قتال عنيف. وذكر الجيش السوري أنه سيطر على قرى أم تريكة وأم حزيم وبليل وتلة رجم الأحمر، وأجبر قوات المعارضة على الفرار إلى مناطق قريبة من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وكان الجيش السوري قد فقد محافظة إدلب ذات الموقع الاستراتيجي أمام قوات المعارضة عندما سقطت عاصمة المحافظة في يد المعارضة في 2015. ومنذ ذلك الوقت أصبحت إدلب المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة بالكامل. وكان الهدف الأول للجيش السوري هو استعادة مطار أبو الظهور العسكري وهو من أكبر المطارات في شمال البلاد والذي سقط في يد قوات المعارضة في 2015. وقال مصدر في المعارضة إن المطار تعرض لقصف شديد يوم الأحد. وقال العقيد مصطفى بكور وهو من قادة «جيش العزة»، إن تحركات النظام السوري تهدف إلى محاصرة محافظة إدلب بمساعدة الفصائل الحليفة التي تقاتل معه. و «هيئة تحرير الشام» التي يقودها فرع «تنظيم القاعدة» السابق في سورية هي قوة المعارضة المسلحة الرئيسية في المحافظة مما أثار مخاوف بين المدنيين وقوات المعارضة على حد سواء من أن موسكو والجيش السوري وحلفاءه سيحولونها قريباً إلى ساحة قتال رئيسية. وطردت «هيئة تحرير الشام» أول من أمس تنظيم «داعش» من محافظة إدلب بعد يومين على دخوله إليها مجدداً، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وكان «داعش» يتواجد في محافظة إدلب في عام 2014 قبل إعلانه «الخلافة الإسلامية»، إلا أن فصائل معارضة طردته منها وقتها، إلى أن دخلها مجدداً السبت وسيطر على قرية باشكون قرب الحدود الإدارية مع محافظة حماة (وسط). وأفاد «المرصد السوري» بأن «بعد هجمات معاكسة وعنيفة، تمكنت هيئة تحرير الشام من طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من محافظة إدلب مجدداً»، مشيراً إلى أن «تحرير الشام» استعادت السيطرة على باشكون. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، فيما تتواجد فصائل مختلفة في مناطق أخرى محدودة فيها. وكان «داعش»، وفق «المرصد»، تمكن في الآونة الأخيرة من السيطرة على عدد من القرى في ريف حماة الشمالي الشرقي إثر معارك مع «هيئة تحرير الشام» ما مكّنه من دخول إدلب. وتعد هذه الجبهة الوحيدة التي يتقدم فيها تنظيم «داعش» بعدما خسر في الآونة الأخيرة الجزء الأكبر من المناطق التي أعلن منها «الخلافة الإسلامية» في عام 2014 في كل من سورية والعراق. ولم يعد التنظيم يسيطر سوى على خمسة في المئة فقط من سورية، وأعلن العراق بدوره «انتهاء الحرب» على التنظيم المتطرف. وتقتصر سيطرة تنظيم «داعش» في سورية اليوم على بعض الجيوب المحدودة المتناثرة في البلاد.