تقدمت أسرة سعودية أول من أمس بشكوى عاجلة إلى إدارة التربية والتعليم في مكةالمكرمة ضد معلم، تتهمه فيها بالمداومة على ضرب ابنها البالغ من العمر 10 أعوام وإيذائه جسدياً، وتكرار تعنيفه في أوقات مختلفةما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات الحكومية لتلقي العلاج اللازم. وأكدت أم الطالب عبدالله طلال جميل خلال اتصال هاتفي مع «الحياة» أمس، أنها فوجئت عند عودة ابنها إلى المنزل بشكواه من آلام متفرقة في جسده خصوصاً ظهره وساقيه، وعند سؤاله عن مسببات هذه الآلام كشف لها أن ذلك كان بسبب اعتداء معلم المدرسة عليه بالضرب. وقالت: «ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على ابني ووحيدي من قبل هذا المعلم (تحتفظ «الحياة» باسمه)، مستغلاً ضعفه، وصغر سنه، إضافةً إلى التفكك الأسري الذي يعيشه ويعاني منه، كوني امرأة مطلقة، ووالده لا يستطيع الكلام (أبكم)، مادعاه إلى الاستهانة به من بين أقرانه، وفرد عضلاته عليه، واستمراء ضربه والاعتداء عليه في كل مرة». وأضافت: «وفق رواية ابني، فإن الحادثة بدأت وقت صلاة الظهر داخل المدرسة، عندما كان هو واثنان من زملائه يتحدثون، وفجأة تقدم إليهم المعلم طالباً منه أن يبسط يديه ليضربه، فرفض ذلك، قائلاً له: لماذا تضربني في كل مرة. لم أخطئ، ولم أفعل شيئاً يستوجب ضربي، فانقض المعلم عليه ضرباً في قدميه وساقيه من دون هوادة أو إدراك أن هذه الأماكن تعد دور تربية وتعليم وتهذيب وليست دوراً لممارسة أنواع العنف والتنكيل والإيذاء الجسدي». ولفتت إلى أنها ذهبت به من فورها إلى أحد المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم، وكشف التقرير الطبي الذي أصدره المستشفى وجود تورمات ملونة أسفل الساقين، مع بعض الكدمات التي تحتاج إلى علاج مكثف وفوري، موضحة أن إدارة المستشفى رفضت منحها تقريراً طبياً بحال ابنها، بحجة أن القضية ليست محولة من الشرطة، وأنها ستحتفظ به وستسلمه إلى إدارة التربية والتعليم متى ما طلب منها ذلك. وكشفت أنها بصدد تقديم شكوى عاجلة أيضاً صباح الغد (اليوم) إلى ديوان إمارة منطقة مكةالمكرمة، وعرض قضيتها مباشرةً على أمير المنطقة، نظير ما يفعل وما يمارس ضد ابنها، لافتةً إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يتم التعرض فيها لعبدالله من دون رحمة، وكنا في كل مرة نغض الطرف على هذه التصرفات لكنها وللأسف الشديد باتت تزيد وتتصاعد وتيرتها، وبتنا نخاف من أن يأتينا فلذة كبدنا وهو محطم الساقين أو مصاباً بعاهة مستديمة، بسبب تصرفات أقل ما يمكن أن نطلق عليها أنها غير مسؤولة».