دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الفلسطيني محمود عباس إلى عقد قمة ثنائية تشاورية في القاهرة اليوم، للبحث في تداعيات اعتراف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك، عقب الاجتماع الوزاري للجامعة في القاهرة، أن مشاورات ستجرى لعقد قمة عربية استثنائية في الأردن من أجل مناقشة وضع القدس في حال اقتضت الحاجة ذلك. وتسارعت الاتصالات بين عواصم عربية بحثاً عن إمكانات انعقاد القمة في عمان، لمواجهة القرار الأميركي، فيما قرر مجلس الجامعة العربية إبقاء اجتماعاته في حالة انعقاد، والعودة للاجتماع في موعد أقصاه شهر من الآن لتقويم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات، بما في ذلك عقد القمة الاستثنائية. وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أن السيسي دعا عباس لعقد قمة ثنائية في القاهرة، لمناقشة التطورات، وسبل التعامل مع الأزمة بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته الوطنية وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. كما أجرى السيسي محادثة هاتفية أمس مع الملك عبدالله الثاني لغرض تكثيف الاتصالات مع مختلف الأطراف الدولية لشرح التداعيات السلبية لهذا القرار، في ضوء ما أقرته المواثيق والقرارات الدولية في شأن القضية الفلسطينية ووضع مدينة القدس. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبدالله الثاني خلال اتصال هاتفي مع السيسي أكد أن القدس هي «مفتاح» تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. في غضون ذلك، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، معتبراً أن هذه الخطوة خطر على السلام بما في ذلك سلام إسرائيل. ودعا ماكرون الإسرائيليين، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نتانياهو في قصر الإليزيه، إلى القيام ب «مبادرات شجاعة تجاه الفلسطينيين»، مضيفاً أنه بحث مع نتانياهو «البدء بتجميد الاستيطان واتخاذ إجراءات ثقة تجاه السلطة الفلسطينية». وكان أبو الغيط تحدث في المؤتمر الصحافي بعد انتهاء اجتماع وزراء الخارجية، الذي شارك فيه كل من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ووزير خارجية جبيوتي رئيس الدورة الحالية للجامعة محمود علي يوسف، شارحاً بأن العرب سيتوجهون إلى مجلس الأمن وبناء على رد الفعل الأميركي في مجلس الأمن قد يذهبون إلى دورة مستأنفة للجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتاً إلى أنها معركة ممتدة ومتدرجة في التصعيد، وقال إن القرار الصادر عن مجلس الجامعة سيُنقل إلى الأممالمتحدة كوثيقة من وثائقها. وسجلت تظاهرات جديدة أمس في الشرق الأوسط ودول أخرى احتجاجاً على القرار الأميركي الذي أثار موجة من المواجهات والتظاهرات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. واندلعت أمس مواجهات في مدينة الخليل ومخيم العروب القريب منها، جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وأقدم فلسطيني على طعن عنصر أمن إسرائيلي في مدينة القدس، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة في ما اعتبرته الشرطة الإسرائيلية «هجوماً إرهابياً». وفي لبنان، استخدمت قوى الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه أمس لتفريق مئات المشاركين في تظاهرة في محيط سفارة الولاياتالمتحدة في بيروت. وفي القاهرة، تظاهر طلاب وأساتذة جامعات في جامعة الأزهر، كما تظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين أخريين. وفي الرباط، تظاهر عشرات آلاف المغاربة احتجاجاً على قرار ترامب رافعين أعلام فلسطين من ميدان باب الأحد إلى مبنى البرلمان في شارع محمد الخامس، الطريق الرئيسي في العاصمة المغربية. وتظاهر آلاف الإندونيسيين في جاكرتا أمام السفارة الأميركية، في أكبر الدول ذات الغالبية الإسلامية لجهة التعداد السكاني، تعبيراً عن غضبهم حيال القرار الأميركي. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورايات كتب عليها «نحن مع الفلسطينيين».