أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة مساء أول من أمس (السبت)، أن المملكة العربية السعودية سبق أن حذرت من أن أي إعلان أميركي في شأن القدس، قبل الوصول إلى تسوية نهائية، سيضر بمفاوضات السلام ويجعلها أكثر تعقيداً، مؤكداً أن ذلك يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين في العالم، ويشكل انحيازاً في الموقف الأميركي. وقال، بحسب وكالة الأنباء السعودية: «أود أن أشكر المملكة الأردنية على طلبها عقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة الموقر، الذي يأتي إثر تطور بالغ الخطورة؛ باعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها»، مضيفاً «سبق أن حذرت حكومة بلادي من أن أي إعلان أميركي في شأن القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام، ويجعلها أكثر تعقيداً، كما أن من شأن ذلك تقويض كل الجهود المبذولة في هذا الصدد، ويشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين حول العالم». وزاد «إن حكومة بلادي، التي تستنكر هذه الخطوة، ترى أنها تشكل انحيازاً في الموقف الأميركي، كما أنها تعتبر انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، التي تؤكد أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967، وتعتبر كل الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدسالشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديموغرافية لاغية وباطلة». وأشار وزير الخارجية إلى أنه «من هذا المنطلق فإن المملكة العربية السعودية تنوه بالإجماع الدولي الرافض لهذا القرار»، مشدداً على أن «موقف المملكة العربية السعودية الثابت من القضية الفلسطينية يضعها في أولوية سياستها الخارجية، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتوليها اهتماماً خاصاً، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، وتقدمت بلادي بمبادرة سلام تبنتها قمة بيروت في العام 2002م، كما حظيت بموافقة العالم الإسلامي في قمته الاستثنائية في العام 2005 م في مكةالمكرمة، حيث وضعت مبادرة السلام العربية خارطة طريق للحل النهائي لجميع قضايا النزاع، وفي إطار حل الدولتين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وذلك وفق قرارات الشرعية ذات الصلة». ومضى الجبير قائلاً: «عليه فإن حكومة المملكة تدعو من هذا المنبر الإدارة الأميركية إلى التراجع عن قرارها، وأن تنحاز إلى الإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، أخذاً في الاعتبار أن هذه الخطوة، وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، إلا أنها تمثل تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام، وإخلالاً بالموقف الأميركي». وقال وزير الخارجية، في ختام كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة: «إننا ندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده في الدفع بالعملية السلمية، لوضع حد لهذا النزاع التاريخي، في إطار الحل الدائم والعادل والشامل، المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة في دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، وإرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، وأرجو من الله العلي القدير أن يحفظ أهلنا في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وأن يحفظ قدسنا الشريف، وأن يديم على أوطاننا نعمة الأمن والأمان والاستقرار». .. ويعقد لقاءات على هامش الاجتماع الطارئ بالقاهرة عقد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، على هامش اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية في شأن القدس في القاهرة، مساء أول من أمس (السبت)، لقاءات ثنائية مع كل من وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية فلسطين رياض المالكي. كما شارك في لقاء رباعي ضم وزراء خارجية مصر والأردنوفلسطين. وجرى خلال اللقاءات بحث موضوع القدس وما تطرق إليه الاجتماع الوزاري.