دعت لجنة التحقيق في الحرب الاسرائيلية على غزة دول الاتحاد الأوروبي إلى عدم رفع مستوى العلاقات مع اسرائيل لأن الأخيرة تنتهك بشكل خطير المواثيق الدولية والقانون الدولي، ومنها معاهدات جنيف الخاصة بحقوق السكان تحت الاحتلال. وحذّر رئيس لجنة الخبراء الدوليين الذين كانوا حققوا في الجرائم المنسوبة إلى اسرائيل، الدول الأوروبية «من خطر اتهامات بالضلوع في الجرائم الخطيرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة». وأوضح رئيس اللجنة، أستاذ القانون الدولي في جنوب افريقيا جون غاريد في مؤتمر نظمته بعثة الجامعة العربية صباح أمس في بروكسيل بأن دول الاتحاد الأوروبي «ملزمة احترام مقتضيات معاهدات جنيف التي تتجاهلها اسرائيل»، كما أن «مواطنين أوروبيين يعملون في الخدمة العسكرية في اسرائيل، وقد يكونون ضالعين في الجرائم التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية خلال الحرب على غزة». وتزامن تحذير خبراء القانون الدولي مع مشاورات مكثفة تجريها دول الاتحاد الأوروبي من أجل صوغ موقف مشترك تمهيدا للاجتماع الذي سيعقده وزراء خارجية دول الاتحاد مع نظيرهم الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في 15 حزيران (يونيو) في لوكسمبورغ. ويزور الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عواصم الشرق الأوسط في غضون الأيام الجارية لتحديث الموقف في المنطقة على خلفية الرسائل التي أطلقها الرئيس باراك اوباما في خطابه في جامعة القاهرة. كما ينتظر أن يعقد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اجتماعا مع الترويكا الأوروبية في 14 حزيران في لوكسمبورغ. وقالت مصادر ديبلوماسية إن الأخير رفض عرضا من الرئاسة التشيكية للاتحاد عقد اجتماع بين لجنة المتابعة العربية والترويكا الأوروبية. وأوضحت المصادر ل «الحياة» أن موسى «رفض دعوة اجتماع ثمانية أو سبعة وزراء عرب للاجتماع مع الترويكا». وكان موسى يفضل اجتماع وزراء لجنة المتابعة العرب مع وزراء خارجية البلدان أعضاء الاتحاد ال27. ومن المقرر أن يلتقي سولانا المبعوث الأميركي السيناتور جورج ميتشل منتصف الأسبوع في القدسالمحتلة. وأكدت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» تصميم الاتحاد الأوروبي «على العمل بشكل وثيق مع الإدارة الأميركية من أجل إلزام اسرائيل وقف الاستيطان وتحريك مسار المفاوضات من أجل قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل». وأضافت أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيستقبلون العاهل الأدرني الملك عبدالله الثاني خلال اجتماع القمة المقبلة في 18 و19 حزيران في بروكسيل.