قدّرت مصادر في شركات الإنشاءات الإماراتية أمس حجم صناعة «البريكاست» (قوالب الإسمنت الجاهزة للاستخدام في البناء) بستة بلايين درهم (1.65 بليون دولار)، وأكدت التوسع في استخدامها بعدما أثبتت منازل «البريكاست» قدرتها على مواجهة مناخ المنطقة، واستخدامها في أماكن ذات مناخات أشد قسوة ودرجات حرارة مرتفعة. وقال النائب الأول لرئيس مجلس إدارة «غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي» خلفان الكعبي في افتتاح مؤتمر «بريكاست 2011» أمس، بمشاركة رؤساء وكبار المسؤولين من ممثلي القطاع الخاص: «حققت صناعة البريكاست في الإمارات قفزة نوعية من حيث المعايير المتبعة في هذه الصناعة، أو من جهة الإقبال على استخدامها في بناء المنازل والمساكن لفئات المجتمع كافة في مختلف مناطق الدولة، نتيجة التوسع العمراني الذي تشهده الإمارات». وأكد أن أبو ظبي تشهد تطورات كمية ونوعية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وحققت إنجازات متعددة وضخمة، لافتاً إلى أن خطط وأولويات تنمية الإمارة تشمل مشاريع تقوم على الاستخدام الأمثل للموارد المحلية، وصولاً إلى عائدات مجزية بتكاليف قليلة تعزز مكانة الإمارة الاقتصادية على الساحة الدولية. ويُعتبر قطاع الإنشاءات من القطاعات الخدمية المهمة في المسيرة التنموية للإمارة، حيث شهد نمواً متصاعداً خلال الفترة الأخيرة ما أدى إلى ارتفاع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 55 بليون درهم عام 2009. وتابع الكعبي: «أولت حكومة أبو ظبي التنمية العقارية اهتماماً خاصاً من خلال التعاون الوثيق مع شركات التطوير العقاري وشركات المقاولات الوطنية والأجنبية التي تجاوز عددها 6000 شركة ومؤسسة، ما ساهم في بناء مدن حديثة وأبراج سكنية عصرية ومجمعات سكنية عمالية». ولفت المشاركون إلى أن «البريكاست» يحمل ميزات كثيرة، خصوصاً في ما يتعلق بتوفير وقت البناء والتكاليف، إضافة إلى المواد الأولية المطلوبة واليد العاملة واستخدام الكهرباء، ما يعتبر عنصراً محفزاً لاستخدامه. ونجحت شركات صناعة «البريكاست» في الإمارات بمواجهة تحديات قطاع البناء خلال الفترة الماضية، وتلبية متطلبات التوسع العقاري والعمراني وتوفير احتياجات شركات التطوير العقاري وشركات المقاولات. وأكد الكعبي أن متانة الأداء الاقتصادي في أبو ظبي، ساهمت في زيادة الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات الماضية، وتوقع أن تتضاعف في السنوات المقبلة للاستفادة من الفرص المتاحة. وقال: «تفتح هذه الإمكانات والمشاريع العقارية والعمرانية، المجال أمام الشركات والمؤسسات العاملة في صناعة البريكاست لتعزيز تعاونها مع شركات المقاولات والتطوير العقاري من خلال تأسيس مشاريع مشتركة»، لافتاً إلى أهمية أن تبذل شركات صناعة «البريكسات» مزيداً من الجهد لإقناع مطورين بضرورة استخدام «البريكاست» في المشاريع التي تنفذها. ودعا رجال الأعمال والشركات والمؤسسات العاملة في قطاع صناعة «البريكاست» إلى تعزيز استثماراتهم في الإمارة، خصوصاً في القطاع الصناعي والعقاري اللذين يوفران فرص استثمارية متميزة، وفي قطاع البناء والتشييد وتعزيز التعاون مع شركات الإنشاءات، مؤكداً أن عدد وقيمة مشاريع التطوير العقاري يشهدان ارتفاعاً مستمراً في إطار مسيرة التنمية الاقتصادية.