لاس غيل (الصومال) - أ ف ب - تزين مجموعة من رسوم الحيوانات والبشر الملونة الكهوف في تلال لاس غيل الصخرية القاحلة شمال الصومال التي تحوي أقدم الفنون البدائية على الصخر في أفريقيا. إلا أن هذا الموقع الأثري يواجه خطر الدمار والنهب والحفريات غير المرخص لها في بلد يشهد حروباً أهلية منذ عقدين من الزمن. الكهوف العشرة في لاس غيل على مشارف هارغيسا عاصمة منطقة أرض الصومال التي اعلنت استقلالها من جانب واحد، تحمل على جدرانها رسوماً حية تشهد على تاريخ الرعي والرعاة فيها وتعود الى حوالى خمسة آلاف سنة أو اكثر. اكتشف هذه الرسوم في عام 2002 فريق آثار فرنسي. ويخضع الموقع منذ ذلك الحين الى الحماية لمنع عمليات النهب، بعدما أدرك السكان المحليون قيمته الفعلية. وتفتح هذه الكهوف نافذة على التاريخ غير المعروف لهذه المنطقة من العالم التي اشتهرت في الفترات الأخيرة خصوصاً بنزاعاتها الدامية وعدم الاستقرار. وتوضح عالمة الآثار البريطانية الصومالية المولد سادا ميريه أن الرسوم التي تمثل أحياناً أبقاراً بعضها مزين بخطوط مشرقة عند مستوى العنق ورعاة وحيوانات برية، تشكل مؤشراً إلى الحقبة الجليدية عندما كانت منطقة القرن الأفريقي القاحلة راهناً، منطقة خصبة مورقة تكثر فيها الحيوانات البرية. وباتت غالبية أراضي الصومال قاحلة ولم تعد منطقة لاس غيل الجافة تستقطب القطعان في حين أن عدد السكان فيها قليل جداً. وتقول ميريه: «نعرف أن الرسامين هم من الرعاة الذين كانوا يعيشون في ظل مناخ أفضل بكثير مما هو عليه الآن، هذا اكتشاف مهم جداً بسبب قلة المعلومات حول تاريخ هذه المنطقة فيما تتم خسارة الكثير من التراث الأثري بسبب الدمار والنهب والإهمال». تقع كهوف لاس غيل عند ملتقى نهرين سابقين، ومن هنا يأتي معنى اسمها أي «مورد الجمال»، وكان الرعاة يأتون إليها للرسم على جدرانها حيوانات وأشياء أخرى. وفي حين أن بعض الرسوم في كهوف لاس غيل لا يزال يحافظ على حيويته، إلا أن البعض الآخر فقد من بريقه بسبب تآكل الصخر وتأثير الطقس. وتضم الكهوف كوكبة من رسوم ما قبل التاريخ بالبني والبرتقالي والأبيض والأحمر على جدرانها وسقفها. وتقول ميريه إن «الرسوم على طريق الزوال في حال لم تتخذ إجراءات عاجلة للحفاظ عليها. في الوقت الراهن نقوم بحمايتها وتسجيلها. إن عوامل الطقس والعوامل البشرية تشكل خطراً مباشراً عليها». وتعمل ميريه مع حكومة أرض الصومال لتدريب سكان محليين على حماية هذه التحف الفنية ولمساعدة السلطات كذلك على سن قوانين لحماية المواقع التاريخية في هذه المنطقة. وكانت أرض الصومال محمية بريطانية سابقاً وأعلنت استقلالها عن الصومال عند اندلاع الحرب إثر الإطاحة بنظام الرئيس محمد سياد بري عام 1991. إلا أن المجتمع الدولي لم يعترف بها. وتتضمن المنطقة الواقعة شمال الصومال مواقع أخرى من حقبة ما قبل التاريخ مع رسوم على جدران كهوف. وتضم منطقة دامبالين الشمالية كهوفاً صخرية وكذلك رسوماً ملونة لقطعان وحيوانات برية فضلاً عن كلاب ورجل يمتطي جواداً.