أكّد سمير عبدالفتاح حرص شركة «غوغل» على حلّ المشكلة الخاصة بالولاياتالمتحدة، عِبر طرق قانونية. وتناول حال النشر في العالم العربي، متحدثاً عن التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة النشر عربياً نتيجة ارتفاع أكلاف الطباعة والشحن والتوزيع، ما يرفع سعر الكتاب. وقال: «مع إرتفاع ثمن الكتاب، يتعذّر وصوله إلى فئات كثيرة في المجتمعات العربية، أضف إلى ذلك الأمية الثقافية التي لا بد من القضاء عليها». وأعرب عبدالفتاح عن قناعته بأن شبكة الإنترنت تستطيع أن تساعد في حلّ هذه المشكلة خصوصاً بالنسبة للأجيال الشابة عربياً، مشيراً إلى أن 60 في المئة من شباب العالم العربي يستخدمون الإنترنت، ما يعني أن هذه الشبكة الدولية قادرة على مساعدتهم ثقافياً، خصوصاً مع وضع كميات كبيرة من الكتب بين أيديهم . وأثار عبدالفتاح قضية التجارة الإلكترونية، التي تتضمن بيع الكتب وشراءها. وقال: «في بلاد كثيرة، ينتشر الشراء ببطاقات الإئتمان الإلكترونية. ولكن هذا لا يحدث في العالم العربي على نطاق واسع، خصوصاً بالنسبة إلى الكتب. لا تتاح تجارة الكتب إلا للشركات الكبرى، على رغم أن التجارة الإلكترونية من الممكن أن تتيح فرص عمل للشباب، عِبر شركات صغيرة تعمل على الإنترنت، وتفتح أسواقاً جديدة. في أحيان ليست بالقليلة، يضطر بعض الشباب العربي لتأسيس شركات في الخارج، لأن القوانين المحلية لا تسمح له بذلك. وهذا الأمر يحتاج إلى وعي من المصارف والجهات الحكومية والمؤسسات التشريعية، بهدف تشجيع المجتمع على التجارة الإلكترونية. هناك حاجة لنشر هذه الثقافة، وهناك دور كبير للمجتمع المدني والجمعيات الأهلية». وتناول عبدالفتاح المواضيع التي تعطيها «غوغل» الأولوية حاضراً في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وقال: «نعمل في مجالات التدريب على أدوات الإنترنت من أجل دعم جيل الشباب من المطورين والمبرمجين العرب. بدأنا بخطط تدريبية واسعة في مصر والأردن والسعودية. ونعمل أيضاً على التوعية بكيفية إنشاء شركات صغيرة تعتمد على الإنترنت والخدمات الإلكترونية، بهدف تشجيع إيجاد فرص العمل وريادة الأعمال والإبداع على الإنترنت أيضاً». وخلص عبدالفتاح للتشديد على الدور المحتمل الذي قد يؤديه «مكتب غوغل» في الشرق الأوسط عبر تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت وزيادته كماً ونوعياً. والمعلوم أن شركة «غوغل» أطلقت مشروعها للكتب الرقمية، متضمّناً منصة عامة للتجارة الإلكترونية يمكن من خلالها البحث عن الكتب الرقمية وشراؤها وتخزينها. الكونغرس ضد الحق العام وتتيح مكتبة «غوغل»، التي تنتظر قراراً ما زال طيّ المجهول، الأعمال التي لا تخضع لحقوق المؤلف، في صورة مجانية. كما توفّر إمكان البحث عبر شبكة الإنترنت في نصوص الأعمال المحمية بموجب حقوق المؤلف، ما يمكن من العثور عليها بسهولة. وكذلك يتيح استخدام برنامج البحث عن الكتب في موقع «شريك غوغل»، للناشرين عرض كتبهم على شبكة الإنترنت مجاناً، ما يمكن المستخدمين البحث في نصوص هذه الكتب ومعرفة الأماكن التي يستطعيون الشراء منها. وأخيراً، إستطاعت «غوغل» أن تصوّر ضوئياً ما يزيد على 15 مليون كتاب، منشورة في أكثر من 400 لغة. ويوصل موقع «شريك غوغل» إلى ما يزيد على مليوني كتاب منها. وقد انضم إلى برنامج «شريك» غوغل أكثر من 35 ألف شريك، بينهم عدد من كبار الناشرين في الولاياتالمتحدة، مع ملاحظة أن مكتبة «غوغل» الرقمية تضم ثلاثة ملايين كتاب من الولاياتالمتحدة. وخلال المئة سنة الأولى من عمر الجمهورية الأميركية، تغيّرت مدّة حق النسخ مرّة وحيدة. ففي 1831، مُدّدت الفترة القصوى لسريان الحماية من 28 الى 42 سنة، لأن الفترة الأولى للحماية رفعت من 14 الى 28 سنة. وخلال السنوات الخمسين التالية من عُمر الدولة الأميركية، جرت زيادة تلك المُدّة مرّة أخرى. ففي 1909، مدّد الكونغرس فترة التجديد من 14 الى 28 سنة، ما رفع المدّة القصوى لسريان الحماية الى 56 سنة. ومنذ 1969، انغمس الكونغرس في ممارسة رسمت صورة قانون المُلكية الفكرية. إذ مدّد الكونغرس مُدّة سريان الحماية 11 مرّة خلال أربعين سنة، وفي مرتين منها، مدّد الكونغرس مُدّة حماية النسخ مستقبلاً. وفي 1976، مدّد الكونغرس حقوق النسخ الموجودة كلها، بإضافة 19 سنة الى فتراتها الأصلية. وفي 1998، مدّد الكونغرس فترة الحماية للحقوق الموجودة والمستقبلية، مُضيفاً إليها عشرين سنة، فصارت صارت تلك الفترة 95 سنة. عملت تلك التمديدات كلها في إتجاه وحيد: منع أو إطالة انتقال الأعمال الى النطاق العام. وأدى هذا التمديد الأخير الى خسارة النطاق العام ل39 سنة من أصل 55 سنة، ما يوازي 70 في المئة ما كان عليه في 1962.