تنطلق الليلة على شاشة «أل بي سي» النسخة العربيّة من البرنامج العالمي «توب شيف» الحائز جائزتي «إيمي». هذا البرنامج الذي يحصد أعلى نسبة مشاهدة في الغرب، يشارك في نسخته الجديدة أفضل 17 طاهياً من لبنان، السعوديّة، الإمارات، مصر، الأردن، سورية والمغرب، بعد خضوعهم لاختبارات وتحدّيات بهدف إبراز قدراتهم في مجال الطبخ وتقديم أفضل الأطباق. وبالإضافة إلى أنّ المشاهدين سيكتشفون الليلة الطهاة المشتركين، سيتعرّفون أيضاً إلى وجهٍ جديد في مجال التقديم، علماً أنّ اسم سهام تويني ليس غريباً على المسامع. كيف وصلت تويني من الصحافة المكتوبة عبر توليها مركز المسؤولة العامة في مجلة «نون» إلى شاشة التلفزيون لتطل مقدّمة في برنامج «توب شيف»؟ تجيب: «بدأت القصة حين اتصل بي معد البرنامج والمنتج المنفذ فيه والمشرف عليه مازن لحّام وأخبرني عن الفكرة وطلب منّي أن أكون المقدّمة فيه». لكن القصة لم تُكن بهذه البساطة، لأنّ تويني لم تكن متحمسة أبداً لفكرة التقديم، فلم تهتم حتّى بمشاهدة إحدى الحلقات الأجنبية التي كان لحّام أعطاها إياها. اما بداية الاهتمام بقبول العرض فلم تظهر حبّاً بالتقديم بل حبّاً بالتغيير. تشرح سهام: «حين أخبرني مازن بعد فترة بأنّ التصوير سيتم في دبي وأننا سنبقى هناك ستة أسابيع، فكّرت في أنّ هذا الأمر قد يكون فرصة لأخذ إبنتَي وأبتعد قليلاً عن الأجواء المتشنّجة آنذاك في لبنان، فتحمّست إلى أن علمت أنّ التصوير سيكون في لبنان». ولم تبدأ فكرة التقديم بالتبلور عند تويني إلا بعد تشجيع لينا أنطوان شويري وبعد مساندة الإعلامية بولا يعقوبيان، ولم تتقبل الفكرة في شكلٍ نهائي إلا بعد إصرار مازن لحّام على أن تكون هي المقدّمة «تحت طائلة وقف البرنامج»! المستغرَب هو أنّ سهام تويني التي ترددت كثيراً قبل خوض تجربة التقديم في «توب شيف» كانت تحضّر برنامجاً عن الفروسية على شاشة «الجديد»، فلماذا هذا التناقض في المواقف؟ «ليس هذا تناقضاً»، توضح، «فكرةُ برنامجٍ عن الفروسية كانت فكرتي، وكان من المفترض أن يتم سؤالي خلال كل حلقة بعض الأسئلة المتعلقة بالخيل وبالفروسية وكنت سأجيب عنها بكل سهولة وبساطة لأنّني أعرف الكثير عن الموضوع. أمّا فكرة أن أكون أنا مقدّمةً في برنامجٍ يحتاج إلى الكثير من التحضير، والأهم يحتاج إلى أن أنظر إلى الكاميرا وأتحدّث، فذلك أمر آخر». تضحك سهام تويني حين نسألها عن شعورها خلال تصوير الحلقة الأولى: «لا يمكنني أن أصف إحساس الخوف الذي كان ينتابني، علماً أنني أعرف أنّ البرنامج غير مباشر وهناك مجال للخطأ، ولكن صدقني لا أعرف ما الذي كنت أشعر به حين يكون عليّ مخاطبة الناس مباشرة عبر الكاميرا، فكانت دقات قلبي تتسارع ويداي تتعرّقان ومعدتي تتشنّج». لم تتخطَّ سهام خوفها مع تقدّم الحلقات فظلّت تشعر بالارتباك في كل مرّة تسمع عبارة: «سُكوت، سوف نبدأ التصوير». ربما هذا الخوف الذي شعرت به كان نتيجة المسؤولية الكبيرة في تقديم برنامج يتابعه ملايين المشاهدين في نسخاته المختلفة حول العالم وسيتابعه ملايين العرب في نسخته العربية، لذلك، وأمام هذه المسؤولية الكبيرة في مجال التقديم الذي يمكن اعتباره الصورة الأساسية عن البرنامج بكامله وعن كل العاملين فيه، تفصح تويني: «لا أعتقد أنني قد أدخل بعمق إلى مجال التقديم». ألن نراها إذاً مجدداً في أي برامج أخرى؟ «أبداً»، تسارع إلى القول وتضيف: «أنا مستعدة فقط لتقديم برنامج «توب شيف» لأنني شعرت بأنه يشبهني ويعنيني، ولكن لا أرى نفسي مثلاً أقدّم برنامجاً حوارياً أو ما شابه، على الأقل ليس الآن». ماذا تقول سهام اليوم بعد تجربتها في البرنامج ككل؟ «اليوم حين أنظر إلى الخلف أجد أن الصعوبات التي واجهتني والمخاوف التي اعترتني أصبحت مجرّد ذكرى عابرة، فلم يبقَ من هذه التجربة إلا اللحظات الجميلة التي عشتها مع فريق العمل حيث يتحوّل الجميع إلى عائلة واحدة، والأوقات الممتعة التي أمضيناها في أماكن التصوير المتنوعة والجميلة». وتقول إنّها في هذا البرنامج خرجت من الروتين الذي كانت تعيشه على رغم أنّها سعيدة في عملها في المجلة وفي إدارة مطعمها الخاص، لذلك تشعر بأنها مستعدة لأن تكرر تجربة تقديم «توب شيف» مرة أخرى، ثم تضيف مستدركة: «هذا إذا نجحت في التقديم ونلت إعجاب الجمهور». تعلم سهام تويني مسبقاً أنّها قد تتعرّض للكثير من الانتقادات، ليس لأدائها في التقديم، بل فقط لكونها وافقت على التقديم، وتؤكّد بحزن أنّها باتت مقتنعة بأنّ الإنسان مهما فعل، فلن يستطيع إرضاء الجميع، لذلك فمن الأفضل له أن يقوم بما يقتنع به وبما يرضيه. وفي الختام تعود إلى نبرتها المرِحة لتجيب عن السؤال حول توقعاتها لوقع الحلقة الأولى الليلة عند المشاهدين فتقول: «سأكون في دبي، فإمّا أختبئ في احدى الخيمات في الصحراء وإمّا أعود إلى لبنان مرتاحة للنتيجة». * «ال بي سي»، 18.30 بتوقيت غرينتش.