أثار منظر مجموعة من الرجال يدخلون إلى مدرسة في مدينة الدمام عصراً فضول مروان محمد، الذي يقع منزله على مقربة منها، فلم يكن يعلم مسبقاً ان هذه المدرسة «ليلية»، قبل ان يكتشف ان المدرسة تحولت إلى مركز انتخابي، وان الوالجين إليها يرغبون في تسجيل أسمائهم ضمن كشوف الناخبين، استعداداً للمشاركة في اختيار أعضاء المجلس البلدي لحاضرة الدمام. ويقول مروان: «لوهلة؛ اعتقدت أن المدرسة تستقبل الباحثين عن العمل، لتسجيل بياناتهم، تمهيداً لمنحهم إعانات البطالة، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ لم أنتبه إلى اللوحة الإرشادية التي وضعت إلى جانب باب المدرسة الرئيسي، والتي توضح أن هذا مقر انتخابي، نظراً لأنها اصطبغت باللون الأخضر، وهو لون المدرسة نفسه، لكن أحد أعضاء اللجنة أخبرني حين دخلت أن هذا المكان مقر انتخابي». وعلى رغم أنه دخل إلى المقر، إلا ان مروان، لم يسجل اسمه في «قيد الناخبين»، كما لم يبد رغبة في الحصول على «بطاقة ناخب»، متسائلاً: «بماذا ستفيدني هذه البطاقة، فلا يعنيني من سيكون عضواً في المجلس البلدي، المهم لدي الآن، ان أحصل على إعانة وزارة العمل». الحال ذاته انطبق على شبان آخرين، أشاروا إلى عدم اهتمامهم بالمشاركة في الانتخابات. وطرحوا أسئلة عدة حول جدواها والفائدة منها. ويقول أحمد عبدالله: «لم أعلم عن انطلاق الانتخابات البلدية، إلا من طريق أحد الأصدقاء، نظراً لانشغالي بأمور. كما أن فكرة الانتخابات عموماً لا تستهويني، لعدم جدواها». وعلم عبدالرحمن سالم عن الانتخابات أثناء تصفحه لإحدى الصحف المحلية، بحثاً عن وظيفة، إذ قرأ إعلاناً عن الانتخابات. ويقول: «اعتقدت أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تعلن عن وظائف موقتة في اللجان الانتخابية، على غرار ما فعلت وزارة التخطيط والاقتصاد الوطني، عندما تعاقدت مع معلمين، لتنفيذ عملية «التعداد»، لافتاً إلا أنه من فئة «العاطلين عن العمل»، وما يهمه في المقام الأول هو «الوظيفة، وليس الانتخابات الحالية». وعزا آخرون، أسباب عدم علمهم بانطلاق الانتخابات البلدية، إلا «اليأس» الذي أصاب عدداً كبيراً من المواطنين من المجالس، نظراً لأنها «لم تأت بجديد، وعزفت في معظم الأوقات على وتر بعض المواضيع المستهلكة، فيما تم تهميش الكثير من الجوانب الخدمية الأساسية، مثل الإسكان والمواصلات، والصحة، إضافة إلى تخصيص المزيد من الأماكن الترفيهية للشباب والعائلات». وأشاروا إلى أن ناخبين «قاموا خلال النسخة الأولى من الانتخابات باختيار مرشحين بطريقة عشوائية، نظراً لعدم المعرفة الكافية بالمرشحين، والانتخابات البلدية والهدف منها، إضافة إلى غياب التغطية الإعلامية الجيدة»، لافتين إلى أنهم «شاركوا لمجرد المشاركة، وخوض تجربة جديدة في حياتهم».