وجّه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون انتقادات عنيفة لجماعة «الإخوان المسلمين» والجهات المرتبطة، محملاً الدول القمعية مسؤولية تفشي الإرهاب. وقال أمام ديبلوماسيين وخبراء في مقرّ الخارجية البريطانية في لندن، إن جماعة «الإخوان» واحدة من أكثر الأطراف دهاءً سياسياً في العالم الإسلامي، لكنه انتقد سلوكها في الشرق الأوسط وبريطانيا. وأضاف: «من الخطأ تماماً أن يستغل الإسلاميون الحريات في المملكة المتحدة. وواضح تماماً أن جهات مرتبطة بالإخوان المسلمين مستعدة لصرف النظر عن الإرهاب». واعتبر أن تحميل الغرب مسؤولية صعود المتطرفين، يصبّ في مصلحة خطاب المتشددين، قائلاً: «الجزم بأن الإرهاب في شوارع بريطانيا وأميركا هو نوع من العقاب على مغامرة أو حماقة في الشرق الأوسط، يتجاهل استهداف العقاب المزعوم ذاته، أناساً في السويد وبلجيكا وفنلندا أو رهائن يابانيين، قتلهم (تنظيم) داعش، لا تاريخ لدولهم في المنطقة». وأقرّ جونسون بارتكاب أخطاء سياسية، في ما يتعلّق بالتدخل في العراق وسورية، مستدركاً أن ذلك لا يبرر انسحاباً ديبلوماسياً من المنطقة. وتابع: «السياسة الخارجية البريطانية ليست المشكلة، إنها جزء من الحلّ». ودعا إلى تجدد دورها في سورية وإلى مزيد من العمل لوقف الصراع في اليمن وتحقيق تقدم في الجمع بين الفرقاء في ليبيا. إلى ذلك، دأعلن وزير الدفاع البريطاني الجديد غافين وليامسون الذي تولى منصبه قبل شهر خلفاً لمايكل فالون الذي استقال بسبب فضيحة تحرش جنسي، أنه يجب ملاحقة البريطانيين الذين ينضمون إلى تنظيم «داعش» في سورية والعراق وقتلهم. وقال لصحيفة «ديلي ميل»: «هؤلاء يكرهون ما تمثله بريطانيا، ويمكن شن ضربات جوية على حوالى 270 منهم ما زالوا في سورية والعراق. وأرى أن إرهابياً ميتاً لا يمكنه أن يلحق ضرراً ببريطانيا، كما لا يجب السماح أبداً بعودة أي مقاتل بريطاني انضم إلى «داعش» بالعودة إلى بريطانيا. وكانت قوات بريطانية أو أميركية قتلت متشددين بريطانيين بارزين أنضموا إلى «داعش»، مثل محمد إموازي الشهير ب «الإرهابي جون» وسالي جونز التي عُرفت بلقب «الأرملة البيضاء». وبعد تصفية جونز قال فالون إن «البريطانيين الذي أختاروا ترك بلدهم للقتال في صفوف داعش أصبحوا أهدافاً مشروعة». في الولاياتالمتحدة، أبلغ مسؤولون في أجهزة الأمن القومي الأميركي أعضاء في مجلس الشيوخ أن «انهيار دولة داعش لم يُقلل من قدرة التنظيم على أن إلهام هجمات على أهداف غربية عبر الإنترنت». وأشارت المديرة بالإنابة لجهاز المعلومات الاستخباراتية في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب لورا شياو، إلى أن «التنظيم أعلن مسؤوليته أو تم ربطه بنحو 20 هجوماً على الأقل على مصالح غربية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، وقدرته على الوصول إلى متعاطفين معه في أرجاء العالم من خلال إمكانات قوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا مثيل لها، وتتيح له الاتصال بأعداد كبيرة من المتطرفين المحليين الذين ينتهجون العنف». وأفاد التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الذي يقاتل «داعش» بأن أقل من 3 آلاف من مقاتلي التنظيم لا يزالون في العراق وسورية. لكن القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة، مارك ميتشل، قال إن «فقدان التنظيم الأراضي سيزيد اعتماده على وسائل الاتصال الافتراضي من أجل مواصلة إلهام هجمات». واعتبر الرئيس الجمهوري للجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ رون جونسون، أن «الخلافة الجديدة لداعش ستكون في الفضاء الإلكتروني».