أكدت هيئة الاتصالات السعودية وتقنية المعلومات ان اسعار الاتصالات في المملكة ستواصل انخفاضها في ظل منافسة قوية بين الشركات المشغلة التي حققت عوائد بلغت نحو 49 بليون ريال في 2008، بزيادة كبيرة عن العام الذي سبقه بنسبة نمو تصل إلى 14 في المئة، وقال كبير مستشاري «الهيئة» الدكتور إبراهيم القاضي أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات سجل أعلى معدل لأسرع القطاعات الاقتصادية نمواً في المملكة بنسبة 9.3 في المئة مشيراً إلى ان الجهود في الانتقال بالمملكة إلى الاقتصاد المعرفي تتم بوتيرة أسرع. وأشار خلال ندوة حضرها رجال الأعمال في «غرفة الشرقية» أمس بعنوان: «مستقبل الاتصالات والمعلوماتية في المملكة» إلى مراحل تحرير قطاع الاتصالات في المملكة» إلى أن الهيئة أصدرت حتى الآن 297 رخصة متعددة الخدمات. وأوضح القاضي أن سوق الاتصالات المتنقلة تشهد نمواً سريعاً، حتى إن نسبة خطوط الهاتف تفوق عدد السكان في السعودية وتعادل ما نسبته 120 في المئة من عدد السكان، فيما وصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى 7.7 مليون مستخدم وهو ما يمثل ثلث عدد السكان، فيما قفز عدد المشتركين في خدمات النطاق العريض إلى 1.3 مليون مشترك بنهاية 2008 متضاعفاً بأكثر من 20 مرة بالمقارنة بالمشتركين في 2005، وفي مجال الهاتف الثابت وصل عدد الخطوط العاملة أكثر من 4.1 مليون خط منها حوالى 3 ملايين خط منزلي. وأوضح أن معدل النمو السنوي لإيرادات الشركات المستثمرة في قطع الاتصالات وصل إلى 49 بليون ريال فيما كانت في عام 2007 قرابة 42 بليون ريال بمعدل نمو قدره 14 في المئة، وتمثل الاتصالات المتنقلة نحو 79 في المئة من إجمالي الإيرادات في السوق السعودية. وتوقع القاضي أن تتجه أسعار خدمات الاتصالات إلى انخفاض أكثر خلال السنوات الخمس المقبلة مشيراً إلى أن القطاع كان الأقل من حيث تسجيل التضخم بالمقارنة مع بقية السلع والخدمات حيث انخفضت الأسعار خلال السنوات الخمس الماضية في القطاع بنسبة 23 في المئة.وتناول الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات ترتكز على رؤية مستقبلية للتحول إلى مجتمع معلوماتي واقتصاد معرفي وعدة أهداف أخرى تخدم هذا التوجه، كما استشرف المستقبل المتمثل في زيادة المنافسة ورفع الجودة وارتفاع مستخدمي الإنترنت، وزيادة استخدام اللغة العربية في الإنترنت، ونمو التجارة الإلكترونية، ومشروع إنجاز المعاملات الإلكترونية، وتواصل انخفاض أسعار الخدمات وتعدد الخيارات. من جانبه، قدم المدير العام للعلاقات العامة والشؤون الدولية والإعلام سلطان المالك عرضاً بعنوان: «التوعية بالاستخدام الأمثل لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات»، لافتاً إلى حملة تصدت لها الهيئة أخيراً وموجهة للمشتركين بخدمات الاتصالات وتتمحور في التوعية بالاستخدام الأمثل لهذا التقنية، وتهدف للتصدي للرسائل الاقتحامية، وغير المعروفة المصدر على الهاتف المتنقل والبريد الإلكتروني، ومنع تكرار جرائم الابتزاز بالصور ومقاطع الفيديو، والتأكيد على أن هذه الوسائط يجب ألا تكون مكاناً لحفظ المعلومات الخاصة بالمستخدم، حيث أكد أن الهيئة لن تتوقف عن استقبال الشكاوى في هذا الصدد، ومتابعتها مع الجهات القضائية ذات العلاقة. وفي ورقة بعنوان: «التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة من المحطات القاعدية اللاسلكية، والهواتف المتنقلة، ومدى تأثيراتها الصحية في الإنسان» قدم رئيس مشروع الإرشادات الوطنية للتعرض البشري للمجالات الكهرومغناطيسية للترددات الراديوية المهندس طارق العمري عرضاً تضمن تطمينات لمستخدمي أجهزة الهاتف المتنقل على عدم تأثر صحة المستخدم بالترددات والإشعاعات الصادرة منها والتي أكد أنها أقل بمرات من معدلات الإشعاعات المسموح بها من منظمة الصحة العالمية.