يعكف دهاقنة النظام السوري على توريط الثورة وذلك عبر استفزاز الناس ليلجأ المواطنون لاستخدام السلاح، وبالتالي يحصدهم النظام في تكرار لجريمته في إبادة مدينة حماة في الثمانينات. ثورة سورية تعاني من ندرة القيادات، ويتعمد النظام تفريغ الساحة من أي رموز للمعارضة، ليسهل عليه بعدها اختراق الثورة عبر «الاستفزاز - المتحمسين - المندسين»، وليزيل المندسون الشكوك عنهم سيقنعون ثقات متحمسين لينضموا إليهم ويقدم المندسون خططاً تفصيلية مغرية جداً بتوفير أموال، وسلاح، وخطط، بل وينفذون عمليات مدوية ضد النظام ليتصدروا الثورة. كما انهم يعملون على إخافة الغرب من «إمارة إسلامية»، وأن اللاذقية ستصبح «بيشاور» المتوسط. مع استمرار المظاهرات السلمية، وتزايد قمع النظام لها، ستبدأ نهاية النظام بالتدرج «تزايد عزلة - تجميد أرصدة - ملاحقة قادة النظام - تدخل دولي - اعتراف بالمعارضة»، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة الانشقاقات، ينشق قادة ساسة «ضباط حزبيين - إعلاميين - شيوخ عشائر»، انشق بعض المنشقين بأمر النظام وبعضهم صادق. عبر ثنائي «مندسون - منشقون» سيتمكن النظام من توجيه الثورة كيفما يريد ويرسم نهايتها، أما المنشقون بأمر النظام فيصدر عفو عنهم لاحقاً. أرسل القذافي وزير خارجيته «موسى كوسا» وقدم وعوداً بلا حدود للغرب، بما في ذلك استعانته بعميل إسرائيل «محمد دحلان»، وفشل في ذلك، لأن الغرب لا يتعامل مع نظام ضعيف ومهزوز، ومسألة أن يقوم النظام السوري بتلبية مطالب الغرب واليهود ليست واردة، لأن النظام مضطرب الآن، وأي اتفاق بين الغرب والنظام سيكون بلا وزن له، بل سيزيد من نقمة الشعوب ضد الغرب، لأن الغرب دائماً يصطف مع الشعوب ويتنكر للحكام الظلمة، مثلما حدث مع «شاه إيران، وابن علي، ومبارك، والقذافي». النظام السوري خدم الغرب، لكنه أيضاً مزعج جداً للغرب لتحالفه مع إيران وحزب الله، وبنظامه الاشتراكي حرم شركات الغرب من تحديث سورية وثرواتها. الثورة في سورية مدتها طويلة، فالنظام ولغ في الدماء ولديه أوراق سيلعبها لاحقاً، ومنها استخدام «حزب الله» اللبناني في معركة داخلية، أما دعم إيران للنظام السوري فإن تركيا تعمدت وقف طائرات إيرانية مشحونة بالسلاح إلى دمشق... المخيف سرعة فوران الثورة وعدم وجود خطة لها.