يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم زيارة تاريخية إلى اليونان التي تأمل بأن تشكّل منصة ل «تطوير حقيقي للعلاقات» بين البلدين، فيما أعربت أنقرة عن أملها ب «تسوية المشكلات». وزار أردوغان اليونان عندما كان رئيساً للوزراء، عامَي 2004 و2010، لكنها أول زيارة لرئيس تركي إلى أثينا منذ رحلة جلال بايار عام 1952. وسيزور أردوغان أيضاً تراقيا شمال اليونان، التي يقطنها عدد كبير من المسلمين. وكانت أثيناوأنقرة على شفا حرب عام 1996، لكن التوتر خفّ ويتعاون الجانبان لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر اليونان، بموجب اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وقال ناطق باسم الحكومة اليونانية: «المسائل ذات الاهتمام المشترك ستكون على جدول أعمال المحادثات، التوترات في بحر إيجه وأزمة اللاجئين والعلاقات الاقتصادية، مع التركيز على الطاقة والتجارة والنقل. ما نتوقعه هو تطوير حقيقي لعلاقاتنا مع تركيا، نتوقع محادثات بنّاءة جداً». ورجّح مسؤول حكومي تركي أن يبدي أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس «إرادة مشتركة لتسوية مشكلات». وكانت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا العام الماضي شكّلت اختباراً للعلاقات بين البلدين، إذ فرّ 8 من قوات الكوماندوس الأتراك بمروحية إلى اليونان، لتفادي توقيفهم. وتعتبر الحكومة التركية الفارين من مدبّري الانقلاب، وتطالب أثينا بتسليمهم. لكن محاكم يونانية قضت بالامتناع عن ذلك. وشكا مسؤول تركي بارز من أن جماعات إرهابية تعبر الحدود التركية إلى اليونان، وتابع: «منعُ ذلك أمر شديد الأهمية بالنسبة إلى لتركيا. أردوغان سيطلب تسليم هؤلاء، بدءاً من الفارين إلى هناك بمروحية بعد المحاولة الانقلابية». إلى ذلك، أعلن مدّعون عامون ألمان أنهم أسقطوا تحقيقاً في تجسس طاول سبعة أشخاص، معظمهم أئمّة، يُشتبه في تجسسهم على معارضين للحكومة التركية. وأفاد مكتب الادعاء العام الاتحادي بأنه لم يعثر على أدلة كافية لمتابعة الملف. وكان قضاة رفضوا إصدار أوامر لتوقيف المشبوهين، والذين أعلن المدعون أنهم غادروا ألمانيا ولا يُعرف مكان وجودهم. وطاول الملف رجال دين تابعين ل «الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية»، والذي يشتبه مسؤولون ألمان في جمعه معلومات لمصلحة مكتب الشؤون الدينية التابع للحكومة التركية، عن «أنصار» للداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية العام الماضي. ويواصل القضاء الألماني تحقيقاً ثانياً في «تجسس تركي» على «مؤيّدين» لغولن.