لم يكن نجوم الرياضة بمنأى عن الأحداث السياسية والاضطرابات والاحتجاجات التي شهدتها دول عربية عدة خلال الآونة الأخيرة، إذ ارتدى عدد منهم ثوب المعترضين وانضموا إلى المظاهرات، في حين آثر آخرون الانزواء والبعد عن الجدل المحتدم وإقحام أنفسهم في قضايا تصوروا أنها بعيدة عن مجالهم الرياضي، والغريب أن الفريقين سواء المنضم للمحتجين أو الرافض لها نال سخطاً كبيراً من الجماهير نظراً لعدم الاتفاق على رأي موحد تجاه الأحداث. وكشفت الاضطرابات والقلاقل في بعض الدول العربية أن بعض الرياضيين تعرضوا لضغوط كبيرة لمحاولة إقحامهم في السياسة للتأثير في سير الأحداث باستغلال نجوميتهم واللعب بمشاعر المواطنين البسطاء، كما اتهم بعض الرياضيين بأنهم «خونة» لأنهم لم يشاركوا المحتجين وبأنهم مأجورون من الأنظمة السياسية القديمة أو بأنهم «يركبون» الموجة بالانضمام إلى المظاهرات للحفاظ على شعبيتهم. ففي البحرين أثارت صور لاعب منتخب كرة القدم البحريني الأول، الدولي علاء حبيل التي التقطت له في دوار «اللؤلؤة» إبان الاحتجاجات في العاصمة المنامة حفيظة الكثير من الجماهير الرياضية البحرينية، واتهمته بأنه «ناكر للجميل»، وأنه نسى الدعم الذي قدمته له حكومة البحرين ومسؤوليها إلى أن أصبح لاعباً محترفاً ونجماً كبيراً في قائمة «الأحمر». وبحسب عدد من الجماهير الرياضية البحرينية فإنهم شعروا بامتعاض كبير من تصرفات اللاعبين الدوليين علاء حبيل وسيد عدنان، وقال أحدهم في تعليقه على الموقف (فضل عدم ذكر اسمه): «بعد الفلل الفاخرة من الحكومة البحرينية والسيارات الفخمة تنكروا لجميل بلدهم عليهم ووقفوا بصف المعارضة». وأضاف آخر: «الشارع الرياضي البحريني يطالب بشطبهم من السجلات الدولية ومن الاتحاد البحريني لكرة القدم، وسحب الهبات كافة منهم المعطاة لهم من الحكومة البحرينية». بينما رد اللاعب علاء حبيل عن ذلك بقوله: «ذهابي إلى الدوار لم يكن من منطلق سياسي، وإنما للمشاركة في دعوة وجهت لي للمشاركة في فعالية رياضية»، موضحاً أنه ألقى كلمة من مسرح الدوار إلا أنها لم تتضمن إساءة لأي شخص أو جهة حكومية، وأضاف: «لا أفهم في السياسة شيئاً، ولا يمكن أن أسيء إلى الدولة وأن أقابل عطاء الأشخاص الذين فتحوا آياديهم وقلوبهم لي بالإساءة إليهم، وخصوصاً العائلة الملكية». نافياً أن يكون حديثه في هذا الوقت خوفاً من خسارته للدعم الذي كان يحصل عليه في السابق، إذ أكد حبيل أنه لم يهتف بشعار إسقاط النظام، وأن مشاركته في الدوار كانت في البداية فقط كمشاركة منه للمطالب الشعبية المعيشية، وعندما تطورت الأمور توقف عن الذهاب، مؤكداً أنه لا يقبل أبداً الإساءة إلى قيادة بلاده. ونالت مجموعة من لاعبي كرة القدم والرياضيين في البحرين عقوبات تنوعت بين الإيقاف والشطب النهائي على خلفية مشاركتهم في مسيرات رياضية سياسية احتجاجية غير مرخصة خلال الشهر الماضي ضمن التي تشهدها البلاد، إذ تعرض كل من الدوليين السابقين علاء حبيل ومحمد حبيل وعلي سعيد (النادي الأهلي) والدولي محمود العجيمي وجعفر طوق (الرفاع) وسيد عدنان شرف وشاكر سلمان (البحرين) للشطب والإيقاف النهائي من أنديتهم في بيانات رسمية صادرة عن مجلس الإدارة، كما طاولت العقوبات أيضاً مجموعة من لاعبي كرة السلة والكرة الطائرة، إذ قرر نادي المحرق في بيان رسمي قطع علاقته مع المدرب المساعد لفريق الكرة الطائرة ياسين الميل واللاعبين مبارك الحايكي وسيد علي عاشور، ولاعبي كرة السلة علي عباس وأحمد حسن الدرازي، فيما قرر نادي المنامة إيقاف اللاعبين المشاركين في المسيرة نهائياً وإلغاء عقودهم، منهم الدوليون في كرة السلة محمود غلوم نوروز ومحمد حسن الدرازي وبعض اللاعبين الآخرين وإداريين.