بكين - رويترز - في أعقاب حملة صاخبة على شبكة الانترنت احتجاجاً على موقع إقامة تمثال ضخم للفيلسوف الصيني الشهير كونفوشيوس، أزيل في هدوء التمثال من على قاعدته. وكانت ضجة مماثلة ثارت حين نصب التمثال في موقعه قرب متحف للحزب الشيوعي الصيني في العاصمة بكين. وكان التمثال البالغ ارتفاعه 9.5 متر، والذي يزن 17 طناً، اتخذ موقعاً فريداً أمام البوابة الشمالية للمتحف الوطني الصيني - الذي جرى تجديده أخيراً - في مواجهة ميدان تيانانمين الذي يقبع على مسافة ليست ببعيدة عن صورة ضخمة لماو تسي تونغ، زعيم الحزب الشيوعي الصيني، وهو يرنو الى القصر الامبراطوري الاسطوري، مقر حكم أباطرة الصين القدماء والملقب باسم «المدينة المحرمة». وكان بعض الصينيين اشتكوا مراراً من قيام الحزب الشيوعي الصيني بتكريم كونفوشيوس بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت لصاحب التمثال خلال الاضطرابات التي اقترنت بالثورة الثقافية الصينية في ستينات القرن الماضي وسبعيناته. ولم يعتذر الحزب قط عن هذه الإهانات التي بدرت منه ضد كونفوشيوس. والآن اختفى التمثال الذي وضع في مكانه في كانون الثاني (يناير) الماضي، ولم يتبق منه سوى حواجز خشبية تحيط بالموقع السابق للتمثال. ولم يعلن المتحف الوطني الصيني سبب إزالة التمثال، فيما انهالت مكالمات وأسئلة كثيرة تستفسر عن السبب، إلا ان ادارة المتحف آثرت الصمت. لكن هذ الموقف فجّر مناقشات حامية على الشبكة العنكبوتية تخللتها تعليقات ساخرة تقول إن كونفوشيوس طرد من هذه البقعة لأنه لم يستخرج تصريحاً للإقامة في بكين.