تراجعت أسعار النفط أمس، إثر زيادة في عدد الحفارات الأميركية الأسبوع الماضي، لكنها لا تزال قرب أعلى مستوياتها منذ منتصف 2015 مدعومة باتفاق «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) ومنتجين آخرين على تمديد خفوضات الإنتاج. وأكدت «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة في تقرير صدر في ساعة متقدمة من يوم الجمعة، أن «الشركات الأميركية أضافت حفارين في الأسبوع المنتهي في أول كانون الأول (ديسمبر) ليصل الإجمالي إلى 749، وهو الأعلى منذ أيلول (سبتمبر)». وفقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 46 سنتاً بما يعادل 0.8 في المئة ليسجل 57.90 دولار، ونزلت العقود الآجلة لخام «برنت» 39 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 63.34 دولار البرميل. وعدد الحفارات الأميركية مؤشر مبكر للإنتاج في المستقبل، وقد ارتفع كثيراً من 477 حفاراً قبل سنة بعدما رفعت شركات الطاقة خططها الخاصة بالإنفاق لهذه السنة. إلى ذلك، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، إن منتجي النفط قد يبدأون في حزيران (يونيو) بحث ما إذا كانوا سيرفعون الإنتاج مجدداً فور أن تصبح التوقعات في السوق أكثر وضوحاً، حتى في ظل تكهنات بأن تواصل «أوبك» فرض قيود على الإنتاج في النصف الثاني من 2018. واتفقت «أوبك» ومنتجون من خارج المنظمة تقودهم روسيا على تمديد خفوضات إنتاج النفط حتى نهاية 2018 للتخلص من تخمة عالمية، لكنهم لمحوا لاحتمال خروج مبكر من الاتفاق إذا ارتفعت الأسعار أكثر من اللازم في السوق. وقال الفالح في الرياض إن التوقعات هي «أننا لن نحيد عن مسارنا في النصف الثاني من السنة»، في حال عدم حدوث تطورات غير متوقعة». وأشار حين سئل عما إذا كان يتوقع أن يبدأ منتجو النفط زيادة الإنتاج في حزيران وهو الموعد الذي حددته «أوبك» لمراجعة خفوضات الإنتاج، إلى أن «التوقعات بخصوص توقيت حدوث توازن في السوق ستتضح أكثر في حزيران، وسنبدأ التفكير في ما سنفعله في 2019». وأضاف الفالح في مؤتمر صحافي مع وزير الطاقة الأميركي ريك بيري، أن المملكة ومنتجي نفط كباراً آخرين يملكون وفرة من المعروض للاستجابة لأي تعطيلات مفاجئة»، لافتاً إلى أن «لدينا طاقة غير مستغلة تقترب من مليوني برميل (يومياً)، لذا فقدرتنا على استعادة الإنتاج في حال الحاجة لتأمين الإمدادات العالمية تتخطى الكمية التي قمنا بخفضها (...) ستكون هناك وفرة من المعروض لتلبية أي حاجة في السوق». واعتبر أن إمدادات منتجي النفط غير المشاركين في الاتفاق مثل الولاياتالمتحدة، ستواصل النمو وستزيد الضبابية بشأن توقيت انخفاض المخزون، مضيفاً «سننتظر ونراها (المخزونات)، ونراجعها في حزيران». في السياق، توقعت شركة البترول الوطنية الماليزية «بتروناس» في تقرير أن تستقر أسعار النفط في نطاق بين 50 و70 دولاراً البرميل. وأضافت في التقرير الصادر أمس: «في رأينا أن توقعات سعر النفط ستحوم حول 50 أو 60 دولاراً»، مضيفة أن «سعر 100 دولار «أصبح من الماضي». وأضافت أن «نمواً صحياً مستمراً للطلب العالمي سيساهم في التعجيل بهبوط مخزون الخام والوقود والإسراع بخطى عودة التوازن للسوق»، وأن الطلب العالمي حالياً 98 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع أن ينمو 1.4 مليون برميل يومياً في 2018». وتابعت أن نحو 60 في المئة من النمو سيأتي من منطقة آسيا والمحيط الهادىء، لا سيما الصين والهند. في سياق منفصل، أكدت «جينل إنيرجي» أن بئراً لتقويم الطرف الشمالي لحقل «طق طق» في كردستان العراق قد صادفت مكمناً يحوي نفطاً. وكان الهدف الرئيس من حفر البئر منذ شباط (فبراير) هو تبديد الشكوك بشأن مستوى المياه في الطرف الشمالي من الحقل. وأرجئ القيام بمزيد من العمل في المكمن الذي يرجع إلى العصر الطباشيري في انتظار نتائج برنامج الاختبارات. ولفتت «جينل» إلى أن «البئر المحفورة بعمق 3100 متر صادفت مكمناً يحمل نفطاً جيد المستوى»، مؤكدة أن «الإدارة متفائلة بشأن إمكانات الجانب الشمالي من حقل طق طق». لكن الشركة أوضحت أن من السابق لأوانه تقدير تأثير نتائج اختبارات البئر على الاحتياطات ومعدلات الإنتاج في المدى الطويل أو نشاطات الاستثمار المستقبلية في الجزء الشمالي وفي الحقل ككل. ويبلغ إجمالي إنتاج «طق طق» حالياً 15 ألفاً و100 برميل يومياً. في سياق منفصل، أكد مسؤولون ومصادر في قطاع الطاقة أن «إكسون موبيل» تدرس استكشاف النفط والغاز قبالة السواحل المصرية سعياً لتكرار نجاح منافسيها في البلد وتعزيز احتياطاتها. وقال وزير البترول المصري طارق الملا في تصريح إلى وكالة «رويترز» على هامش اجتماع «أوبك»، إن مسؤولين في أكبر شركة مدرجة لإنتاج النفط في العالم أجروا محادثات في الآونة الأخيرة مع وزارة البترول المصرية لمناقشة استثمارات في إنتاج النفط والغاز المعروفة باسم عمليات المنبع. وأضاف: «نستكشف كل الفرص لجذب مزيد من الشركات العاملة في قطاع المنبع إلى مصر»، مشيراً إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن. ولفتت مصادر في القطاع إلى أن «إكسون موبيل» تدرس استكشاف حوض شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر حيث تعد القاهرة لطرح عروض للتنقيب في مناطق امتياز.