اختتمت قمة «صلتك» وعنوانها «الشباب، المشاريع وفرص العمل» أعمالها أول من أمس في الدوحة، باطلاق وزير الدولة للتعاون الدولي خالد العطية، مبادرتين أولاهما صندوق سيادي ببليوني ريال قطري، هدفه توفير فرص عمل للشباب ومساعدتهم في إنشاء مشاريع صغيرة، وتدريب القادة الشباب، والثانية تتعلق بتكليف مؤسسة «صلتك»، انفاق المنحة القطرية لإعادة إعمار غزة وقدرها 250 مليون دولار، على مؤسسات التعليم، وإيجاد فرص عمل للشباب في القطاع وتدريبهم على إنشاء مشاريع صغيرة. وأعلن عن مذكرة تفاهم مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الاماراتية، تتعلق بتعريب مصطلحات التدريب وبناء القدرات للقيادات الشابة، إذ يشكل الشباب في المنطقة العربية أكثر من 70 في المئة من عدد السكان، ومعدلات البطالة بين صفوفهم هي الأعلى. وجاء الإعلان عن المبادرات الثلاث خلال حفلة عشاء أقيمت في فندق «ريتز كارلتون» في العاصمة القطرية، حيث افتتحت عقيلة أمير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيسة مجلس أمناء «صلتك»، أعمال القمة صباحاً، بتأكيدها على ان أهداف المؤسسة «كانت وستبقى جسراً للحوار والتواصل بين الأجيال والحضارات، ومصدراً للأفكار والإبداع وعاملاً لتحقيق التغيير الإيجابي الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه كبشر وكمجتمعات». وتابعت: «ما نتابعه من مظاهر للكساد الاقتصادي وما يترتب عنه من تسريح لمئات آلاف العمال، وتقلص فرص الاستثمار وتبخر مئات آلاف فرص العمل، يمثل تحدياً كبيراً لنا في العالم العربي، بل على صعيد العالم». وأعربت عن ثقتها اللامحدودة بذكاء الشباب العربي والتزامه وقدرته على استيعاب متطلبات العصر والعقود المقبلة. أما المدير العام للمؤسسة ريك ليتل، فأكد الحاجة «الى اغتنام الفرص بين الشباب والتعرف الى أفكارهم وما يمكن ان نفعله كشركاء. وأضاف ان المؤسسة اطلقت برنامج شراكة مع منظمة الخليج للاستشارات الصناعية للإفادة من بحوث الأسواق المتطورة ومناهج التدريب المتخصصة، بهدف حفز روح إقامة المشاريع التي يديرها الشباب في دول مجلس التعاون. وأعلنت «صلتك» عن برنامج جديد مع مركز ولفنسون في معهد بروكينغز، وكلية دبي للإدارة الحكومية ومعهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، تُقوم من خلاله النتائج في المجالات ذات الأهمية الخاصة بقضية تشغيل الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولفت ليتل، نظراً للحجم الهائل لتحدي تشغيل الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى العقدين المقبلين، الى أهمية الاستثمار في أفكار وحلول تعطي نتائج وبيانات سليمة، تتوافر في برنامج تقويم للإمكانات الكبيرة عبر الاستثمار المقرون بتقديم النتائج في المجالات حيث تستثمر بلايين الدولارات (في البرامج والمشاريع المعلنة للشباب)، وزيادة النجاح للفئات العمرية من 15 الى 28 سنة في خدمات أفضل نوعية، ثم التعلم من الدروس المستفادة داخل الحدود. وقدمت المديرة التنفيذية، كبيرة المحللين في مركز «غالوب» للدراسات الإسلامية داليا مجاهد، عرضاً تفصيلياً لأهم النقاط التي جاءت في مؤشر «صلتك» حيث تمثل زيادة فرص العمل للشباب العربي، وتحسين نوعيتها، أكبر التحديات التي يواجهها المناخ الحالي، متوقعة ان تتزايد أعداد الباحثين عن وظائف في شكل يفوق بكثير المعدلات المالية الموجودة حالياً. وأضافت ان «صلتك» والمركز يعلنان مؤشر المؤسسة وهو أول استطلاع رأي شامل للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة في 19 بلداً عربياً، ويركز التقرير على وجهات نظرهم ووجهات نظر مجتمعاتهم. الجلسة الثانية جمعت مجموعة من الشباب المشاركين في القمة من مختلف الدول العربية، في حوار مفتوح مع مدير الشراكات الاستراتيجية والاتصال في مؤسسة «صلتك» كبير المحللين في مركز «غالوب» للدراسات الإسلامية أحمد يونس، الذي دعا الى ضرورة توفير جرعة من الحيوية للشباب ضد التهميش، وقال ان هؤلاء بإمكانهم القيام بعملية التغيير في المنطقة، مشيراً الى ان صلتك تحتاج للشراكة والمعرفة لتحقيق النجاح، مشيراً الى ان المؤتمر جمع 50 شاباً من 14 دولة عربية ليتشاركوا من خلال صلتك. الى ذلك وقعت وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية السورية ديالا الحاج، مذكرة تفاهم بين وزارتها والمؤسسة، تنص على مساهمة الأخيرة في مشاريع عدة للشباب السوري، منها مشروع بنك للتمويل المتناهي الصغر الذي يؤسس في سورية بالتعاون مع «اجفند» للخليج العربي والحكومة السورية. وآخر لتمكين المرأة السورية والحد من الفقر. وأعلن في القمة عن تحالف استراتيجي بين «صلتك» وجامعة الملك الحسن الثاني في المغرب، لتدشين مرحلة التخطيط لمشروع مركز جامعي مشترك للتدريب والتوظيف الذي أطلق عليه اسم «مشروع سايسف».