منذ أربعة عقود والتيارات الإسلامية والقبلية في الكويت تحارب بضراوة دخول المرأة الحياة السياسية، في وقت لم تسع الحكومة لدعم المرأة خشية اختلال التركيبة النيابية في مجلس الأمة. ولكن بعد المتغيرات الدولية وتحرير الكويت من الاحتلال العراقي وجدت الحكومة نفسها في وضع حرج، خصوصاً ان الدستور أعطى المرأة الكويتية كل حقوقها، إلا إن قانون الانتخاب حرمها من ذلك. وعلى رغم ان المرأة الكويتية خاضت تجربة الانتخابات مرتين، إلا أنها أخفقت في ان تحقق نجاحاً، وهذا كان متوقعاً في ذهنية الناخب الكويتي، إلا أنها في انتخابات 2009 حققت نجاحاً ساحقاً بفوز أربع أكاديميات في دوائر مختلفة مع تراجع ممثلي التيار الإسلامي. لقد ألغت الانتخابات الكويتية الأخيرة نظريات مغلوطة، أولاها ان المرأة والرجل ضد المرأة ولم يحصل ذلك، فقد صوّت الرجل والمرأة للمرأة بقوة، والدليل على ذلك ان معصومة المبارك حصلت على المركز الأول في الدائرة الأولى، وأسيل العوضي حصلت على المركز الثاني بجدارة في الدائرة الثالثة. كذلك سقطت نظرية ان التيارات الدينية في الكويت تقود الشارع، إذ ثبت ان الشارع كان يقودها. النظرية الأخرى المغلوطة التي سقطت هي ان المجتمع الكويتي تنخر جسده الطائفية، وهذه سقطت أيضاً. إن استمرار الممارسة الديموقراطية الشفافة كفيل بتحول فكر المجتمعات إلى الأفضل ولا يمكن ان يتغير الفكر بقوانين فوقية غير مدروسة أو بقوة السلاح. والحالة الكويتية تشهد على ذلك. بريد إلكتروني