كشف السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري أن سفارة بلاده تقدّمت أخيراً بخطاب رسمي إلى رئيس محكمة التمييز في بيروت سعيد ميرزا تتضمن قضاء محكومية جميع السجناء السعوديين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية في بلادهم. وأكد عسيري ل «الحياة» أن السعودي فهد اليحيى الذي أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت أول من أمس حكماً بحقه بالسجن المؤبد غيابياً هو اسم حركي وليس حقيقياً. وعلى صعيد آخر، أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت أول من أمس أحكاماً بالسجن على 16 مداناً بالإرهاب، بينهم 3 سعوديين وامرأة. وأوضح أن الخطاب الذي تقدمت به السفارة إلى رئيس التمييز في بيروت هو الثاني من نوعه، إذ إن خطاباً مماثلاً لم يتم التعامل معه، لأن جميع السجناء كانوا يقضون فترة التحقيق، ولم تكن صدرت بحقهم أحكام قضائية بعد. وقال السفير السعودي لدى لبنان إن الخطاب تضمّن طلب نقل السجناء السعوديين إلى بلادهم، وذلك من خلال العلاقة المميزة بين السعودية ولبنان، وأن يتم النظر لهؤلاء السجناء بعين الرحمة حتى يمكنهم التواصل مع ذويهم. من جهة أخرى، أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت أول من أمس أحكاماً تراوحت بين السجن لمدة سنة والمؤبد على 16 من المتشددين، بينهم 3 سعوديين وامرأة. ودانت المحكمة العسكرية المجموعة، التي تضم أيضاً فلسطينيين ولبنانيين، بتهمة العمل على القيام بأعمال إرهابية في لبنان والتسلح لهذه الغاية. وحكمت المحكمة حضورياً على ثمانية متهمين بالسجن بين سنة وسبع سنوات، بينهم الفلسطيني أيمن شريدي الذي قضت المحكمة بسجنه سبع سنوات بينما حكمت على اللبنانيين عامر ومصباح الحشاش بالسجن خمس سنوات. وحكمت على اللبناني محمد صعب بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، وعلى السعوديين محمد صالح السويد وفهد المغامس بالسجن سنة واحدة، وعلى لبنانييْن بالسجن سنة واحدة. وقضت المحكمة بالسجن المؤبد غيابياً على ثمانية أشخاص، بينهم السعودي عبدالرحمن اليحيى، والفلسطيني هيثم السعدي، وستة لبنانيين بينهم علا عبدالله. وهذا الحكم قابل للاستئناف أمام محكمة التمييز العسكرية بالنسبة للأحكام الوجاهية وإعادة المحاكمة بالنسبة للأحكام الغيابية في حال استسلم الذين صدرت بحقهم الأحكام أو القي القبض عليهم. وأكد السفير عسيري أن السعودي فهد اليحيى الذي صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد غيابياً، هو اسم حركي وليس حقيقياً، إذ ورد اسمه ضمن عدد ممن قبض عليهم، وهو ما يلجأ إليه أولئك العناصر للتخفي وراء أسماء وكنى مستعارة. وذكرت المحامية اللبنانية مها فتحه، التي أوكل إليها الدفاع عن السعوديين محمد السويد وفهد المغامس ل «الحياة» أن الأحكام التي صدرت بحق موكليها أول من أمس كانت ضمن وقائع وقضية سابقة أصدر فيها حكم بالسجن. وقالت إنها لا تعلم لماذا تمت إعادتها. وأشارت مصادر مطلعة ل «الحياة» إلى أن السعودي السويد وجهّت إليه تهمة الوساطة بين تنظيمين هما «عصبة الأنصار» و«القاعدة»، وأنه قام بتوصيل رسالة نصية طلب منه أحد الأشخاص في مخيمات العراقيين في سورية خلال زيارته لهم، بتوصيلها إلى مدير مدرسة دار الحديث في طرابلس. ولفتت المصادر إلى أن السويد برر تلك الزيارة إلى مخيمات العراقيين في سورية بأنها كانت «خيرية».