سقط أمس قتيلان ومئات الجرحى من المتظاهرين اليمنيين المطالبين بالرحيل الفوري للرئيس علي عبدالله صالح، بعدما استخدمت قوات الأمن والشرطة الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيِّل للدموع لمنعهم من الوصول الى شارع رئيسي في العاصمة صنعاء، في وقت انتقل ملف اليمن للمرة الأولى الى مجلس الأمن الذي بحث الوضع في هذا البلد في اطار توجهه لدعم المبادرة الخليجية الساعية الى ايجاد حل سياسي لأزمته. وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً في أبو ظبي مع وفد حكومي يمني بعد يومين على لقائهم وفداً من المعارضة في الرياض. وقال شهود ل «الحياة»، إن مواجهات عنيفة جرت بين قوات الأمن وآلاف المحتجين بين شارعي الزبيري والستين في قلب العاصمة، استخدمت فيها الشرطة خراطيم المياه وقنابل الغاز والرصاص الحي، في حين رشق المتظاهرون عناصرها بالحجارة. وأضافوا أن مسلحين بلباس مدني اعتدوا على المتظاهرين. وفي مدينة تعز (جنوب صنعاء)، قُتل شخصٌ وأصيب آخرون بجروح عندما أطلقت قوات الأمن النار على مسيرة سلمية ردَّدت شعارات مناوئة للنظام وعبَّرت عن رفضها التفاوض مع الرئيس اليمني، وطالبته بالتنحي الفوري عن السلطة. كما خرجت مسيرات حاشدة في محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن). وقالت مصادر محلية في مدينة عتق عاصمة المحافظة، إن الآلاف شاركوا في التظاهرة الذي دعا إليها ائتلاف الثورة السلمية في شبوة، وقد انطلقت المسيرة من مخيم الائتلاف وطافت شوارع المدينة، وردَّد المشاركون فيها عبارات منددة بنظام صالح وإساءاته للمعتصمين في خطابه الأخير، وبقمع قوات الأمن للمتظاهرين، وطالبوا صالح بسرعة التنحي عن السلطة، كما خرجت مسيرات مماثلة في مديريتي الشيخ عثمان ودار سعد بمحافظة عدن (جنوب البلاد). وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة في نيويورك مساء امس، لمناقشة الوضع في اليمن في اطار «الديبلوماسية الوقائية»، بحسب تعبير مصادر مطلعة على الملف، وبهدف ابلاغ جميع المعنيين بأن المجلس «يراقب ويتابع بقلق» تدهور الاوضاع على الأرض. وأكد مندوب دولة الإمارات السفير احمد عبدالرحمن الجرمن ل «الحياة»، ان المجلس سيصدر «موقفاً يدعم بقوة مبادرة مجلس التعاون الخليجي لإيجاد حل» للمسألة اليمنية. واعتبرت اوساط دولية، أن موافقة اعضاء المجلس كافة على عقد جلسة إحاطة من الامانة العامة حول الوضع في اليمن، تشكِّل تطوراً لافتاً يهدف الى منح غطاء دولي للجهود الخليجية. وميَّز مندوب لبنان السفير نواف سلام، بين تناول المجلس ملفَّ اليمن من بابِ إحاطةِ رئيسِ فريقٍ اوفده الأمين العام الى اليمن وبين انعقاده من باب «شكوى» او طلب رسمي، كما تناول الحدثَ الليبي. وقال: «نحن أيَّدنا المبادرة الخليجية»، متوقعاً صدور تأييد لها عن المجلس. وقال ديبلوماسي غربي، إن «المجلس يولي أهمية خاصة لتفاقم التوتر الداخلي في اليمن وإمكان تأثيره على استقرار المنطقة، ويدعم الوساطة الخليجية للتوصل الى حل سياسي»، مشدداً على ان «الاستقرار في هذا البلد مسألة حيوية في منطقة على تماس قوي مع أنشطة القرصنة والإرهاب».